الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التوبة واجبة على كل إنسان . لماذا ؟

اذهب الى الأسفل

التوبة واجبة على  كل إنسان . لماذا ؟ Empty التوبة واجبة على كل إنسان . لماذا ؟

مُساهمة  Admin الأحد يناير 29, 2012 3:17 pm

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد :

التوبة واجبة على كل إنسان :
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: { كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون}[المستدرك على الصحيحين].
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {"يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة "} صحيح مسلم

الله سبحانه وتعالى يأمر كل الناس حتى المؤمنين إلى التوبة فقال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31 ]. وما من نبي من الأنبياء إلا دعا قومه إلى التوبة ، كما قصّ الله علينا ذلك ....ويناديكم ... قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)} سورة التحريم

الأولى : قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله أمر بالتوبة وهي فرض على الأعيان في كل الأحوال وكل الأزمان . قال الفضيل بن عياض : هو أن يكون الذنب بين عينيه ، فلا يزال كأنه ينظر إليه .

الثانية : في الأشياء التي يتاب منها وكيف التوبة منها . قال العلماء : الذنب الذي تكون منه التوبة لا يخلو ، إما أن يكون حقا لله أو للآدميين .
فإن كان حقا لله كترك صلاة فإن التوبة لا تصح منه حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها . وهكذا إن كان ترك صوم أو تفريطا في الزكاة .
وإن كان ذلك قتل نفس بغير حق فأن يمكن من القصاص إن كان عليه وكان مطلوبا به . وإن كان قذفا يوجب الحد فيبذل ظهره للجلد إن كان مطلوبا به . فإن عفي عنه كفاه الندم والعزم على ترك العود بالإخلاص . وكذلك إن عفي عنه في القتل بمال فعليه أن يؤديه إن كان واجدا له ، قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)} البقرة .

وإن كان ذلك حدا من حدود الله كائنا ما كان فإنه إذا تاب إلى الله تعالى بالندم الصحيح سقط عنه . وقد نص الله تعالى على سقوط الحد عن المحاربين إذا تابوا قبل القدرة عليهم . وفي ذلك دليل على أنها لا تسقط عنهم إذا تابوا بعد القدرة عليهم ; حسب ما تقدم بيانه .
فقد دلت هذه النصوص على أن من تاب إلى الله، وهو يرجو الحياة، فإن توبته مقبولة، ومتى وقع اليأس من الحياة، وعاين ملك الموت، وحشرجت الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغت الحلقوم، وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم ، فلا توبة مقبولة حينئذ، ولات حين مناص؛ ولهذا قال تعالى:

{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } سورة النساء: الآية (18). و فسرها ابن عباس بمعاينة ملك الموت و قال غيره مراده تيقن الموت.

وهذا نوع آخر مستكبر قال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) } المنافقون

الملائكة تستغفر لك يا إنسان قال تعالى:
{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 5) } الشورى
وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين قال تعالى :
{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7 ) } غافر : 7 .

وكان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم .
وقال صلى الله عليه وسلم : من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب .
وقال صلى الله عليه وسلم : إني لأستغفر الله تعالى وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة .} البخارى
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الاستغفار : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير .

الله يأمرك بالتوبة والملائكة تستغفر لك والرسول يدعوك ليستغفر لك، فلماذا ترفض الاستغفار لنفسك ؟!! من فضلك راجع نفسك

ومن رحمته صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة للناس اختار باب التوبة والرحمة بدلا من جبل الصفا ذهبا !!
3278 - - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ادع الله ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، ونؤمن بك . قال:" أوتفعلون ؟ " قالوا : نعم فدعا الله فأتاه جبريل فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا ، فمن كفر منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة ؟ قال:" يا رب باب التوبة والرحمة } هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .

فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين نسأل الله التوبة النصوح قبل غرغرة الروح، إنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أخوكم
د السيد شطا
رقم الجوال بمصر 0020165467336
https://elsaidshata.yoo7.com/
elsaid_shata@yahoo.com


Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى