ما هى الأسباب التى جعلت الإمامة حكرا على أولاد الحسين ؟!
صفحة 1 من اصل 1
ما هى الأسباب التى جعلت الإمامة حكرا على أولاد الحسين ؟!
ما الأسباب التي جعلت الإمامة حكراً على أولاد الحسين ؟ وإنتفاء وجودها في أولاد الحسن رضي الله عنهم أجمعين بالمنظور الشيعي:
[1] من أول الأسباب هو تنازل الحسن بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين:
وهذا عند الشيعة تنازل عن مبدأ وأصل من أصول الدين، وتكليف يوجب على كل موالي الإيمان به لاسيما إذا كان هذا الأمر هو الإيمان بالولاية،
الذي لا يقبل أي عمل إلا بالإيمان بها، فكيف بالإمام الذي فرضه الله إماماً على الناس هو الذي يتنازل عن هذا المبدأ، وخاصة إذا كان التنازل لرجل في نظر الشيعة كافر، وهذا الفعل يعتبر كفر بحد ذاته عند الشيعة وهو كفر إذا ووجه بالإنكار من قبل أحد من الناس، فكيف بمن يترك الإمامة وقد فرضها الله عليه.
وهذا الفعل يثبت شيئاً واحداً:
وهو أنه لو كان الحسن مفروضاً من الله تعالى لما تنازل عن الخلافة بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان ضعيفاَ مضطهداً،
كيف وقد تنازل بها وهو في أوج قوته ونصرته من قبل أتباعه، وبتنازل الحسن للخلافة يثبت أنه لا نص على الإمامة مطلقاَ ل
أنه لو كان هناك تكليف من الله تعالى ونص لما تركها الحسن، وحال الإمامة كحال النبوة،
فلا يعقل أن يترك النبي نبوته ويتنازل بها لأعدائه حفاظاً على الأمة من الشتات وعصمة لدماء المسلمين ،
كيف وقد جعل الله حفظ الأمة وعصمتها بيد الإمام وتحت ولايته، فهل يعقل أن يتنازل الحسن وإمامته مفروضة من الله تعالى،
وكيف يتنازل عن أمر فرضه الله على الناس كافة، ورد أعمالهم بسبب إنكارهم لها، والإمام نفسه هو الذي يتنازل فضلاً أن ينكرها أو يردها كالأتباع.
نجد الشيعة ينقمون على الحسن بن علي رضي الله عنهما لهذا السبب لأنه يعتبر نقض لأهم قضية لدى الشيعة وهي قضية الإمامة،
التي طالما كفر الشيعة بها أهل السنة، والتي جعلوا قبول الأعمال منوط بالإقرار بها، وجعلوها الأصل الأول في الدين والمعيار الذي يتميز به الموالي وغيره.
ولكن نقول: إذا كان إمامكم قد نقض أصل من أصول دينكم فكيف تعملون بهذا الأصل الذي نقضه الإمام،
وإن قلنا أن الأئمة الباقين أقروا به، فهذا يوجب نقض عصمة الأئمة لأن فعل الحسن بن علي خطأ والمعصوم لا يصدر منه خطأ أبدا،
وإن قلنا أن النازل كان تقية لما صح هذا، لأن التقية هي جزء من عقيدة الإمامية، إلا إن جوزنا بقول التقية حتى في إنكار الولاية، وهذا أمر آخر.
لكن الأمر كان متعلق بشيء في ذات الإمام، فلا يحمل على التقية بأي صورة من الصور أبداً.
وفعل الحسن رضي الله عنه هو عبارة عن إقرار من الحسن بن علي وتزكيته لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين،
فلا يحق للشيعة أن يسبوه أو يكفروه أو يطعنوه فيه.
نقول للشيعة: اتقوا الله وكفوا عن الترهات وأحبوا حب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،
وأعلموا أن ظلم الأئمة وعدم إنصافكم لهم هو ظلم، خاصة إذا كان هذا يصدر ممن يدعي الحب والولاء.
[2] ومن الأسباب أيضا القومية الفارسية التي تأكدت بزواج الحسين بن علي من ابنة ملك الفرس يزدجرد:
وهذه الحادثة لها دور كبير في جعل الإمامة مستبقاة في ذرية الحسين، لأنه لو جئنا لحقيقة الأمر لوجدنا أن جذور التشيع المستحدثة كانت في إيران (فارس) وأبناء الحسين رضي الله عنه كانوا من أم فارسية، بينما أبناء الحسن سيكونوا من أبناء إمرأة عربية،
وهذا يجعل الأمر أقرب إلى الفرس في جعل الإمامة من نسلهم، لأن الفرس أقرب إليهم من العرب وهذا الأمر معروف لدى الكل من بغض الفرس للعرب قديماً وحاضراً، ومما لا يحفى على الكثير من القومية الفارسية الحاصلة تجاه العرب، حتى أن المهدي سيخرج ويقتل العرب كما ورد عند الشيعة مما سيفعله مهديهم المزعوم عند خروجه، وهم يريدون بهذا أن يجعلوا الأمر بعيداً عن العربية، والبعد عن اللغة العربية يعني بعد عن القران الكريم، وقد تم البعد عن القران بصورة أخرى وهي القول بتحريفه، والمجال ليس ذكر الغاية من الحدث ولكن المقصد هو سبب إنتفاء الإمامة من ذرية الحسن واستبقاءها في ذرية الحسين.
فتعصب الشيعة الفرس في إبقاء الإمامة حكراً على أبناء الحسين لهم دور كبير في قوميتهم تجاه العرب،
وهي من الأسباب التي جعلت الشيعة يتركون إمامة الحسن بل وذكره أو مدحه، ولأن شيعة الفرس يبغضون العرب،
فإن أول من يبغضون هو سيد الخلق بعد نبيها وصديقها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ويظهر فعلهم وبغضهم لعمر رضي الله عنه في سبهم له وتكفيره له، وتعظيم قاتله أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعنة الله، بل وتعظيمهم للمجوس أيضاً.
[3]خروج الحسين بن علي رضي الله عنهما للقتال في خلافة يزيد بم معاوية:
وهذا يعني للشيعة الشيء الكثير، حيث أن الحسين رضي الله عنه خرج للقتال وهو في ضعف، وليس معه من ينصره، بينما يتنازل الحسن ويترك القتال بوجود قوته وأنصاره، والشيعة بحكم غباءهم، فإنهم لا يستطيعون أن يقولوا أن فعل الحسن كان خطأً، ولا يستطيعون التبرء من إمامته وولايته، لأن التبرء منه ومن ولايته بحد ذاته كفر، مخرج من الملة.
فمأزق الشيعة في ذلك كبير، فقد أكتفوا باستبعاد الولاية من نسله وعدم ذكره أو ذكر فضائله أو فضائل ذريته.
كما أن تنازل الحسن لمعاوية هو عبارة عن صلح بين المسلمين وعصمة لدمائهم، والشيعة لا يريدون ذلك، بل يريدون قتل أهل السنة واستباحة دماءهم، وبهذا الفعل فإن الأمر يكون عكس ما يريد الشيعة تماماً من فرقة الأمة وشتاتها.
[4] من الأسباب المتعلقة باستبعاد الإمامة من الحسن:
الأعمال التي تلت تنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهما، وهي قضية مبايعة الحسن والحسين أيضاً لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، وإن كان زعم الشيعة بضعف هذه الرواية عندهم مع أنها ثابتة صحيح عند أهل السنة، وهذا ما كفر الشيعة عليه الصحابة لأنهم بايعوا أبو بكر وعمر وعثمان وناصروهم وتركوا بيعة علي بن أبي طالب، وهو الإمام المنصوب والمنصوص عليه من قبل الله عزوجل، وهذا القول يوجب تكفير الحسن والحسين لأنهم بايعوا رجلاً كافراً، معادياً لله ولرسوله – بزعم الشيعة – والقول بذلك يعني نقض عصمة الأئمة،
إذا كيف يتنازل الإمام ويبايع، وهو المستحق للمبايعة، ولأنهم غير معصومين، فإن إمامة أبيهم تسقط لأنه أخطأ في الوصاية لأئمة معصومين، والخطأ في ذلك يعني طعن في عصمة الإمام، وهذا الكلام يترك لبقية الشيعة القول بعدم أيضاً عصمة بل إمامة الأئمة الباقين، ولن نذكر التفصيل في هذا الأمر لأنه ليس موضوعنا، وسيطرح في مقام آخر إن شاء الله.
[5] وأظن من الأسباب الأخرى:
هي أن الحسن كان ممن ينصح أباه بالخروج من المدينة قبل مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه،
وتحريض الحسن لأبيه علي بن أبي طالب بترك القتال مع معاوية وطلحة والزبير رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين،
وإقامة الصلح معهم حفاظاً على دماء المسلمين، ونصح الحسن لأبيه بالتخلي عن قتلة عثمان حتى يأخذ معاوية الثأر منهم للخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنهم، وطيلة بقاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن كان يقول لأبيه ما لم يريده الشيعة أن يقوله أو أن يحدث.
إذن تتلخص الأسباب التي جعلت الإمامة حكراً على أبناء الحسين دون أبناء الحسن في ما يلي:
[1] تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين.
[2] مبايعة الحسن لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
[3] العرق القومي الفارسي المتمثل في زواج الحسين بأخت ملك الفرس يزدجرد.
[4] خروج الحسين للقتال مع ضعفه وبقاء الحسن وتنازله مع قوته ومناصرته من شيعته.
[5] تحريض الحسن لأبيه بترك القتال مع معاوية والصلح معه والإخلاء عن قتلة عثمان.
ملاحظة: إن كل أفعال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كانت من منطلق العقل والبصيرة، وهي أفعال محمودة للحسن رضي الله عنه عند أهل السنة والجماعة، بينما نجد العكس من ذلك تجاه الإمام الحسين رضي الله عنه في خروجه عن يزيد وقتاله ليزيد، فإن هذا العمل خطأ صدر من الحسين رضي الله عنه، لأن القضية قضية أمة بأسرها، وما دام أن الخليفة قد ولي فلا مجال للنزاع حتى لو كان فاسقاً، وقد نصح الحسين بعدم الخروج من قبل الصحابة عليهم رضوان الله تعالى، بينما نجد أن أعماله عند الشيعة من أفضل الأعمال بل مما يحب بها ويمدح، في إطار ذم أخيه نتيجة لعمله العكس من ذلك، بل إن حكم الحسن الذي لم يتجاوز الستة أشهر، هو إتمام للعهد الراشد الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وهنا نذكر بعض ما قيل في الحسن بن علي رضي الله عنهما من انتقاص وطعن فيه وإخراج حكم الإمامة من نسله رضي الله عنه وأرضاه:
[1] أن الحسن بن علي قد طعنه شيعته بخنجر في فخذه وسموه بمذل المؤمنين. راجع كتاب ( بحار الأنوار) للمجلسي 44 / 24 . وكتاب ( دلائل الإمامة ) للطبري الإمامي صفحة 64 .
[2] وفي رواية عند القمي في كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة ص 194 ) إن الله لما صنع الحسن معمعاوية ما صنع بدا لله فالآن لا يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين عليهالسلام)، وهنا طعن في الله عزوجل بأن بدا له شيء آخر،وهي عقيدة البداء.
[3] و عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال حدثني رجل منا قال: أتيت الحسن بن علي (ع) فقلت: يا ابن رسول، الله أذللت رقابنا و جعلتنا معشر الشيعة عبيدا، ما بقي معك رجل. قال:و مم ذاك؟ قال: قلت بتسليمك الأمر لهذا الطاغية. قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلاأني لم أجد أنصارا و لو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي و نهاري حتى يحكم الله بيني وبينه و لكني عرفت أهل الكوفة و بلوتهم و لا يصلح لي منهم من كان فاسدا، إنهم لا وفاءلهم و لا ذمة في قول و لا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا و إنسيوفهم لمشهورة علينا.
[4] بحار الأنوار ج : 44 ص 24 : روي عن علي بن الحسن الطويل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال: جاء رجل من أصحاب الحسن (ع) يقال له سفيان بن ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن و هو محتب في فناء داره فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال له الحسن: انزل و لا تعجل. فنزل فعقل راحلته في الدار وأقبل يمشي حتى انتهى إليه.فقال له الحسن: ما قلت، قال: قلت السلام عليك يا مذل المؤمنين، قال: وما علمك بذلك، قال:عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك و قلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله. قال:فقال له الحسن (ع) سأخبرك لم فعلت ذلك، قال: سمعت أبي (ع) يقول: قال رسول الله (ص): لن تذهب الأيام و الليالي حتى يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل و لا يشبع و هو معاوية فلذلك فعلت ما جاء بك قال: حبك، قال: الله قال: الله فقال: الحسن (ع) والله لا يحبنا عبد أبدا و لو كان أسيرا في الديلم إلا نفعه حبنا وإن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر.
أقول: إذا كان الشيعة قد ذلوا لأن الحسن بايع معاوية بالخلافة، فما بال الحسين بايع مع أخيه الحسن لمعاوية؟
أليس إن كان الموطن موطن ذلة، فإنهما – أي الحسن والحسين – قد ذلا؟
وإن كانت رواية مبايعة الحسن والحسين لمعاوية ضعيفة عند الشيعة.. فهي صحيحة عند أهل السنة والجماعة.. ..
وقضية أن الله بدا له – والعياذ بالله – نستنتج منها أن الله لا يعلم الغيب حيث كيف يبدو له وهو يعلم ما سيكون. أين العقل؟!!!
نسأل الله الهداية
[1] من أول الأسباب هو تنازل الحسن بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين:
وهذا عند الشيعة تنازل عن مبدأ وأصل من أصول الدين، وتكليف يوجب على كل موالي الإيمان به لاسيما إذا كان هذا الأمر هو الإيمان بالولاية،
الذي لا يقبل أي عمل إلا بالإيمان بها، فكيف بالإمام الذي فرضه الله إماماً على الناس هو الذي يتنازل عن هذا المبدأ، وخاصة إذا كان التنازل لرجل في نظر الشيعة كافر، وهذا الفعل يعتبر كفر بحد ذاته عند الشيعة وهو كفر إذا ووجه بالإنكار من قبل أحد من الناس، فكيف بمن يترك الإمامة وقد فرضها الله عليه.
وهذا الفعل يثبت شيئاً واحداً:
وهو أنه لو كان الحسن مفروضاً من الله تعالى لما تنازل عن الخلافة بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان ضعيفاَ مضطهداً،
كيف وقد تنازل بها وهو في أوج قوته ونصرته من قبل أتباعه، وبتنازل الحسن للخلافة يثبت أنه لا نص على الإمامة مطلقاَ ل
أنه لو كان هناك تكليف من الله تعالى ونص لما تركها الحسن، وحال الإمامة كحال النبوة،
فلا يعقل أن يترك النبي نبوته ويتنازل بها لأعدائه حفاظاً على الأمة من الشتات وعصمة لدماء المسلمين ،
كيف وقد جعل الله حفظ الأمة وعصمتها بيد الإمام وتحت ولايته، فهل يعقل أن يتنازل الحسن وإمامته مفروضة من الله تعالى،
وكيف يتنازل عن أمر فرضه الله على الناس كافة، ورد أعمالهم بسبب إنكارهم لها، والإمام نفسه هو الذي يتنازل فضلاً أن ينكرها أو يردها كالأتباع.
نجد الشيعة ينقمون على الحسن بن علي رضي الله عنهما لهذا السبب لأنه يعتبر نقض لأهم قضية لدى الشيعة وهي قضية الإمامة،
التي طالما كفر الشيعة بها أهل السنة، والتي جعلوا قبول الأعمال منوط بالإقرار بها، وجعلوها الأصل الأول في الدين والمعيار الذي يتميز به الموالي وغيره.
ولكن نقول: إذا كان إمامكم قد نقض أصل من أصول دينكم فكيف تعملون بهذا الأصل الذي نقضه الإمام،
وإن قلنا أن الأئمة الباقين أقروا به، فهذا يوجب نقض عصمة الأئمة لأن فعل الحسن بن علي خطأ والمعصوم لا يصدر منه خطأ أبدا،
وإن قلنا أن النازل كان تقية لما صح هذا، لأن التقية هي جزء من عقيدة الإمامية، إلا إن جوزنا بقول التقية حتى في إنكار الولاية، وهذا أمر آخر.
لكن الأمر كان متعلق بشيء في ذات الإمام، فلا يحمل على التقية بأي صورة من الصور أبداً.
وفعل الحسن رضي الله عنه هو عبارة عن إقرار من الحسن بن علي وتزكيته لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين،
فلا يحق للشيعة أن يسبوه أو يكفروه أو يطعنوه فيه.
نقول للشيعة: اتقوا الله وكفوا عن الترهات وأحبوا حب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،
وأعلموا أن ظلم الأئمة وعدم إنصافكم لهم هو ظلم، خاصة إذا كان هذا يصدر ممن يدعي الحب والولاء.
[2] ومن الأسباب أيضا القومية الفارسية التي تأكدت بزواج الحسين بن علي من ابنة ملك الفرس يزدجرد:
وهذه الحادثة لها دور كبير في جعل الإمامة مستبقاة في ذرية الحسين، لأنه لو جئنا لحقيقة الأمر لوجدنا أن جذور التشيع المستحدثة كانت في إيران (فارس) وأبناء الحسين رضي الله عنه كانوا من أم فارسية، بينما أبناء الحسن سيكونوا من أبناء إمرأة عربية،
وهذا يجعل الأمر أقرب إلى الفرس في جعل الإمامة من نسلهم، لأن الفرس أقرب إليهم من العرب وهذا الأمر معروف لدى الكل من بغض الفرس للعرب قديماً وحاضراً، ومما لا يحفى على الكثير من القومية الفارسية الحاصلة تجاه العرب، حتى أن المهدي سيخرج ويقتل العرب كما ورد عند الشيعة مما سيفعله مهديهم المزعوم عند خروجه، وهم يريدون بهذا أن يجعلوا الأمر بعيداً عن العربية، والبعد عن اللغة العربية يعني بعد عن القران الكريم، وقد تم البعد عن القران بصورة أخرى وهي القول بتحريفه، والمجال ليس ذكر الغاية من الحدث ولكن المقصد هو سبب إنتفاء الإمامة من ذرية الحسن واستبقاءها في ذرية الحسين.
فتعصب الشيعة الفرس في إبقاء الإمامة حكراً على أبناء الحسين لهم دور كبير في قوميتهم تجاه العرب،
وهي من الأسباب التي جعلت الشيعة يتركون إمامة الحسن بل وذكره أو مدحه، ولأن شيعة الفرس يبغضون العرب،
فإن أول من يبغضون هو سيد الخلق بعد نبيها وصديقها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ويظهر فعلهم وبغضهم لعمر رضي الله عنه في سبهم له وتكفيره له، وتعظيم قاتله أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعنة الله، بل وتعظيمهم للمجوس أيضاً.
[3]خروج الحسين بن علي رضي الله عنهما للقتال في خلافة يزيد بم معاوية:
وهذا يعني للشيعة الشيء الكثير، حيث أن الحسين رضي الله عنه خرج للقتال وهو في ضعف، وليس معه من ينصره، بينما يتنازل الحسن ويترك القتال بوجود قوته وأنصاره، والشيعة بحكم غباءهم، فإنهم لا يستطيعون أن يقولوا أن فعل الحسن كان خطأً، ولا يستطيعون التبرء من إمامته وولايته، لأن التبرء منه ومن ولايته بحد ذاته كفر، مخرج من الملة.
فمأزق الشيعة في ذلك كبير، فقد أكتفوا باستبعاد الولاية من نسله وعدم ذكره أو ذكر فضائله أو فضائل ذريته.
كما أن تنازل الحسن لمعاوية هو عبارة عن صلح بين المسلمين وعصمة لدمائهم، والشيعة لا يريدون ذلك، بل يريدون قتل أهل السنة واستباحة دماءهم، وبهذا الفعل فإن الأمر يكون عكس ما يريد الشيعة تماماً من فرقة الأمة وشتاتها.
[4] من الأسباب المتعلقة باستبعاد الإمامة من الحسن:
الأعمال التي تلت تنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهما، وهي قضية مبايعة الحسن والحسين أيضاً لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، وإن كان زعم الشيعة بضعف هذه الرواية عندهم مع أنها ثابتة صحيح عند أهل السنة، وهذا ما كفر الشيعة عليه الصحابة لأنهم بايعوا أبو بكر وعمر وعثمان وناصروهم وتركوا بيعة علي بن أبي طالب، وهو الإمام المنصوب والمنصوص عليه من قبل الله عزوجل، وهذا القول يوجب تكفير الحسن والحسين لأنهم بايعوا رجلاً كافراً، معادياً لله ولرسوله – بزعم الشيعة – والقول بذلك يعني نقض عصمة الأئمة،
إذا كيف يتنازل الإمام ويبايع، وهو المستحق للمبايعة، ولأنهم غير معصومين، فإن إمامة أبيهم تسقط لأنه أخطأ في الوصاية لأئمة معصومين، والخطأ في ذلك يعني طعن في عصمة الإمام، وهذا الكلام يترك لبقية الشيعة القول بعدم أيضاً عصمة بل إمامة الأئمة الباقين، ولن نذكر التفصيل في هذا الأمر لأنه ليس موضوعنا، وسيطرح في مقام آخر إن شاء الله.
[5] وأظن من الأسباب الأخرى:
هي أن الحسن كان ممن ينصح أباه بالخروج من المدينة قبل مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه،
وتحريض الحسن لأبيه علي بن أبي طالب بترك القتال مع معاوية وطلحة والزبير رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين،
وإقامة الصلح معهم حفاظاً على دماء المسلمين، ونصح الحسن لأبيه بالتخلي عن قتلة عثمان حتى يأخذ معاوية الثأر منهم للخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنهم، وطيلة بقاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن كان يقول لأبيه ما لم يريده الشيعة أن يقوله أو أن يحدث.
إذن تتلخص الأسباب التي جعلت الإمامة حكراً على أبناء الحسين دون أبناء الحسن في ما يلي:
[1] تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين.
[2] مبايعة الحسن لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
[3] العرق القومي الفارسي المتمثل في زواج الحسين بأخت ملك الفرس يزدجرد.
[4] خروج الحسين للقتال مع ضعفه وبقاء الحسن وتنازله مع قوته ومناصرته من شيعته.
[5] تحريض الحسن لأبيه بترك القتال مع معاوية والصلح معه والإخلاء عن قتلة عثمان.
ملاحظة: إن كل أفعال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كانت من منطلق العقل والبصيرة، وهي أفعال محمودة للحسن رضي الله عنه عند أهل السنة والجماعة، بينما نجد العكس من ذلك تجاه الإمام الحسين رضي الله عنه في خروجه عن يزيد وقتاله ليزيد، فإن هذا العمل خطأ صدر من الحسين رضي الله عنه، لأن القضية قضية أمة بأسرها، وما دام أن الخليفة قد ولي فلا مجال للنزاع حتى لو كان فاسقاً، وقد نصح الحسين بعدم الخروج من قبل الصحابة عليهم رضوان الله تعالى، بينما نجد أن أعماله عند الشيعة من أفضل الأعمال بل مما يحب بها ويمدح، في إطار ذم أخيه نتيجة لعمله العكس من ذلك، بل إن حكم الحسن الذي لم يتجاوز الستة أشهر، هو إتمام للعهد الراشد الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وهنا نذكر بعض ما قيل في الحسن بن علي رضي الله عنهما من انتقاص وطعن فيه وإخراج حكم الإمامة من نسله رضي الله عنه وأرضاه:
[1] أن الحسن بن علي قد طعنه شيعته بخنجر في فخذه وسموه بمذل المؤمنين. راجع كتاب ( بحار الأنوار) للمجلسي 44 / 24 . وكتاب ( دلائل الإمامة ) للطبري الإمامي صفحة 64 .
[2] وفي رواية عند القمي في كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة ص 194 ) إن الله لما صنع الحسن معمعاوية ما صنع بدا لله فالآن لا يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين عليهالسلام)، وهنا طعن في الله عزوجل بأن بدا له شيء آخر،وهي عقيدة البداء.
[3] و عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال حدثني رجل منا قال: أتيت الحسن بن علي (ع) فقلت: يا ابن رسول، الله أذللت رقابنا و جعلتنا معشر الشيعة عبيدا، ما بقي معك رجل. قال:و مم ذاك؟ قال: قلت بتسليمك الأمر لهذا الطاغية. قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلاأني لم أجد أنصارا و لو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي و نهاري حتى يحكم الله بيني وبينه و لكني عرفت أهل الكوفة و بلوتهم و لا يصلح لي منهم من كان فاسدا، إنهم لا وفاءلهم و لا ذمة في قول و لا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا و إنسيوفهم لمشهورة علينا.
[4] بحار الأنوار ج : 44 ص 24 : روي عن علي بن الحسن الطويل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال: جاء رجل من أصحاب الحسن (ع) يقال له سفيان بن ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن و هو محتب في فناء داره فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال له الحسن: انزل و لا تعجل. فنزل فعقل راحلته في الدار وأقبل يمشي حتى انتهى إليه.فقال له الحسن: ما قلت، قال: قلت السلام عليك يا مذل المؤمنين، قال: وما علمك بذلك، قال:عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك و قلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله. قال:فقال له الحسن (ع) سأخبرك لم فعلت ذلك، قال: سمعت أبي (ع) يقول: قال رسول الله (ص): لن تذهب الأيام و الليالي حتى يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل و لا يشبع و هو معاوية فلذلك فعلت ما جاء بك قال: حبك، قال: الله قال: الله فقال: الحسن (ع) والله لا يحبنا عبد أبدا و لو كان أسيرا في الديلم إلا نفعه حبنا وإن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر.
أقول: إذا كان الشيعة قد ذلوا لأن الحسن بايع معاوية بالخلافة، فما بال الحسين بايع مع أخيه الحسن لمعاوية؟
أليس إن كان الموطن موطن ذلة، فإنهما – أي الحسن والحسين – قد ذلا؟
وإن كانت رواية مبايعة الحسن والحسين لمعاوية ضعيفة عند الشيعة.. فهي صحيحة عند أهل السنة والجماعة.. ..
وقضية أن الله بدا له – والعياذ بالله – نستنتج منها أن الله لا يعلم الغيب حيث كيف يبدو له وهو يعلم ما سيكون. أين العقل؟!!!
نسأل الله الهداية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى