ماذا تعرف عن التوحيد ؟ وما هى مداخل الشيطان التى تفسد توحيد العبد لربه ؟
صفحة 1 من اصل 1
ماذا تعرف عن التوحيد ؟ وما هى مداخل الشيطان التى تفسد توحيد العبد لربه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعث رحمة للعالمين
أقسام الناس فى التوحيد :
الناس فى التوحيد أو الإفراد نوعان : سفيه ورشيد .
1- السفيه : وهو الذى رفض أن يتبع ملة أبو الأنبياء سيدنا ابرهيم عليه السلام .
قال تعالى: { وَمَن يَرْغَبُ عَن مّلّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدّنْيَا وَإِنّهُ فِي الاَخِرَةِ لَمِنَ
الصّالِحِينَ }[1]
2- الرشيد : وهو الذى تبرأ من الشرك قولا وعملا وحالا ،وبهذا أمر الله سبحانه وتعالى جميع الرسل من أولهم
إلى آخرهم.
قال تعالى: { يَأَيّهَا الرّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطّيّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [51] وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً
وَأَنَاْ رَبّكُمْ فَاتّقُونِ }[2]
و قال تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ إِلاّ نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنّهُ لآ إِلَـَهَ إِلاّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}[3]
و قال تعالى: { لاّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مّخْذُولاً }[4]
و قال تعالى: { قُلْ إِنّنِي هَدَانِي رَبّيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مّلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [161]
قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ [162] لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوّلُ الْمُسْلِمِينَ [163]
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلّ نَفْسٍ إِلاّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ مّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [164] وَهُوَ الّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنّ رَبّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ}[5]
قال تعالى: { لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الاَخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً }[6]
من هو إمام التوحيد ؟
المولى عز وجل يأمرنا أن نتأسى بإمام التوحيد سيدنا ابرهيم عليه السلام فيقول عز من قائل:
قال تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن
دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ
لأسْتَغْفِرَنّ لَكَ وَمَآ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ رّبّنَا عَلَيْكَ تَوَكّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[7]
وسيدنا ابرهيم إمام التوحيد يعلمنا كيفية الحوار مع هذه الفئات ويعلمنا أيضا الأسباب التى تجعله يتمسك به إلها
واحدا .
قال تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ [69] إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ [70] قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلّ لَهَا
عَاكِفِينَ [71] قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ [72] أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرّونَ [73] قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ [74] قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ [75] أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ الأقْدَمُونَ [76] فَإِنّهُمْ عَدُوّ لِيَ إِلاّ رَبّ الْعَالَمِينَ [77]
الّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ [78] وَالّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ [79] وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [80] وَالّذِي يُمِيتُنِي ثُمّ
يُحْيِينِ [81] وَالّذِيَ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّينِ}[8]
ما هى مقتضيات التوحيد ؟:
من مقتضيات التوحيد القيام بحقوقه الظاهرة والباطنة :
الحقوق الظاهرة :
كالحركات والأعمال ، وأخذها فى الاعتبار وعدم إهمالها وتعطيلها ، ولكن يقوم بها وقد عزلها عن استحقاق
النجاح والنجاة. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
[ اعملوا واعلموا أن أحدا منكم لن ينجيه عمله ][9]
الحقوق الباطنة :
كالإيمان والتصديق ، ومحبة الله ورسوله ، فإن النجاة معلقة بها،بل إن التوحيد نفسه هو أعظم الأسباب الباطنة .
فالقيام بالأسباب واعتيادها وإنزالها منازلها التى أنزلها الله فيها هو محض التوحيد والعبودية بتصديق الوعد
والوعيد ، وتعظيم الأمر والنهى .
كما فى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
[ ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار . قالوا : يا رسول الله ، أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب ؟ فقال : لا : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ][10]
قال أبو عبيدة لعمر رضى الله عنه :
( أتفر من قدر الله ؟ - يعنى الطاعون – قال عمر : أفر من قدر الله إلى قدر الله .
ثم نادى فى الجيش: هل فيكم من سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الطاعون شيئا ؟
فجاء عبد الرحمن بن عوف من أخريات الجيش، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ إن كان فى بلد وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإن سمعتم به فى بلد وأنتم خارجون عنها فلا تدخلوها .][11]
ما هى مداخل الشيطان التى تفسد توحيد العبد لربه؟
هناك ثمانية مداخل للشيطان يفسد بها توحيد العبد لربه ، أذكرها لك بالآيات الدالة عليها:
[ أولا ]- الألوهية :
قال تعالى: { أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الّذِيَ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصّلاً وَالّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنّهُ مُنَزّلٌ مّن رّبّكَ بِالْحَقّ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }[12]
قال تعالى: { قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـَهاً وَهُوَ فَضّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}[13]
قال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ}[14]
قال تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[15]
قال تعالى: { وَلَهُ مَا فِي الْسّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَهُ الدّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتّقُونَ [52] وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمّ إِذَا مَسّكُمُ الضّرّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [53] ثُمّ إِذَا كَشَفَ الضّرّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مّنْكُم بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ}[16]
قال تعالى: { فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}[17]
[ ثانيا ]- الربوبية :
قال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلّ نَفْسٍ إِلاّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ مّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}[18]
[ ثالثا ]-القيومية :
قال تعالى: { اللّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ }[19]
قال تعالى: { الَمَ [1] اللّهُ لآ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ [2] نَزّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ}[20]
قال تعالى: { مِن قَبْلُ هُدًى لّلنّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }[21]
قال تعالى: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [110] وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيّ الْقَيّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً }[22] قوله تعالى: " وعنت الوجوه ". وقال ابن عباس: " عنت " ذلت. وقال مجاهد : خشعت. الماوردي : والفرق بين الذل والخشوع - وإن تقارب معناهما - أن الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع أن يتذلل لذي طاعة. وروى عكرمة عن ابن عباس " وعنت الوجوه للحي القيوم " قال: الركوع والسجود، ومعنى " عنت " في اللغة القهر والغلبة، ومنه فتحت البلاد عنوة أي غلبة،
" للحي القيوم " وفي القيوم ثلاثة تأويلات، أحدها: أنه القائم بتدبير الخلق. الثاني: أنه القائم على كل نفس بما كسبت. الثالث: أنه الدائم الذي لا يزول ولا يبيد. " وقد خاب من حمل ظلما " أي خسر من حمل شركاً.
قال تعالى: { وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }[23]
[ رابعا ]- الضر والنفع :
المشركين كانوا يعترفون بأن الله عز وجل هو الخالق للأشياء كلها ومع هذا يعبدون معه غيره مما لا يملك لهم ضرا ولا نفعا
قال تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلْ أَفَرَأيْتُم مّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللّهُ بِضُرّ هَلْ هُنّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِيبِرَحْمَةٍ هَلْ هُنّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكّـلُ الْمُتَوَكّلُونَ}[24]
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يا غلام ! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام و رفعت الصحف }[25].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن ؛ أو يعلم من يعمل بهن ؟ فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله ! فأخذ بيدي فعد خمسا فقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، ولا تكثر الضحك ؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب}[26].
و قال تعالى: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلاَ رَآدّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ }[27]
قال تعالى: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدُيرٌ }[28]
[ خامسا ]- العبادة لله وحده والإخلاص له :
ذكروا في سبب نزولها عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المشركين من جهلهم دعوا رسول الله إلى عبادة آلهتهم ويعبدوا معه إلهه فنزلت "قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون.
قال تعالى: { قُلْ أَفَغَيْرَ اللّهِ تَأْمُرُونّيَ أَعْبُدُ أَيّهَا الْجَاهِلُونَ [64] وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ
وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [65] بَلِ
اللّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مّنَ الشّاكِرِينَ [66] وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعـاً
قَبْضَـتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسّمَاوَاتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ عَمّا يُشْرِكُونَ}[29]
وقال تعالى: { إِنّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ فَاعْبُدِ اللّهَ مُخْلِصاً لّهُ الدّينِ}[30]
قال تعالى: { قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ مُخْلِصاً لّهُ الدّينَ [11] وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوّلَ الْمُسْلِمِينَ [12] قُلْ إِنّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [13]قُلِ اللّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لّهُ دِينِي [14] فَاعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ قُلْ إِنّ الْخَاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[31]
[ سادسا]- الدعاء :
قال تعالى: { وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[32]
قال تعالى: { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنّكَ إِذاً مّنَ الظّالِمِينَ}[33]
قال تعالى: { فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذّبِينَ}[34]
قال تعالى: { وَرَبَطْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبّنَا رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـَهاً لّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً}[35]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
[ سابعا ]- الشفاعة:
قال تعالى: { أَأَتّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرّحْمَـَنُ بِضُرّ لاّ تُغْنِ عَنّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ}[36]
قال تعالى: { وَكَمْ مّن مّلَكٍ فِي السّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىَ}[37]
وقال تعالى: { أَمِ اتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ [43] قُل لِلّهِ الشّفَاعَةُ جَمِيعاً لّهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[38]
قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبّنَا بِالْحَقّ فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}[39]
قال "هل ينظرون إلا تأويله" أي ما وعدوا به من العذاب والنكال والجنة والنار قاله مجاهد وغير واحد وقال مالك: ثوابه وقال الربيع لا يزال يجيء من تأويله أمر حتى يتم يوم الحساب حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ وقوله "يوم يأتي تأويله" أي يوم القيامة قاله ابن عباس "يقول الذين نسوه من قبل" أي تركوا العمل به وتناسوه في الدار الدنيا "قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا" أي في خلاصنا مما صرنا إليه مما نحن فيه "أو نرد" إلى الدار الدنيا "فنعمل غير الذي كنا نعمل" كقوله "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" كما قال ههنا "قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها "وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي ذهب عنهم ما كانوا يعبدونهم من دون الله فلا يشفعون فيهم ولا ينصرونهم ولا ينقذونهم مما هم فيه. [ تفسير ابن كثير]
قال تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ [12] وَلَمْ يَكُن لّهُمْ مّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ [13] وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرّقُونَ}[40]
[ ثامنا ]- الولاية :
قال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ}[41]
قال تعالى: { قُلْ مَن ذَا الّذِي يَعْصِمُكُمْ مّنَ اللّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوَءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}[42]
قال تعالى: { لّيْسَ بِأَمَانِيّكُمْ وَلآ أَمَانِيّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوَءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}[43]
قال تعالى: { وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىَ بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَىَ بِاللّهِ نَصِيراً}[44]
قال تعالى: { أَفَحَسِبَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَن يَتّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيَ أَوْلِيَآءَ إِنّآ أَعْتَدْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً}[45]
قال تعالى: { أَمِ اتّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَاللّهُ هُوَ الْوَلِيّ وَهُوَ يُحْيِـي الْمَوْتَىَ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[46]
قال تعالى: { أُولَـَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ [20] أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [21] لاَ جَرَمَ أَنّهُمْ فِي الاَخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ}[47]
قال تعالى: { إِنّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللّهِ شَيْئاً وَإِنّ الظّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَاللّهُ وَلِيّ الْمُتّقِينَ [19] هَـَذَا بَصَائِرُ لِلنّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [20] أَمْ حَسِبَ الّذِينَ اجْتَرَحُواْ السّيّئَاتِ أَن نّجْعَلَهُمْ كَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ سَوَآءً مّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}[48]
قال تعالى: { اتّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رّبّكُمْ وَلاَ تَتّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ}[49]
قال تعالى: { وَهُوَ الّذِي يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيّ الْحَمِيدُ}[50]
[1] -[سورة: البقرة - الآية: 130]
[2] -[سورة: المؤمنون - الآية:51- 52]
[3] -[سورة: الأنبياء - الآية: 25]
[4] -[سورة: الإسراء - الآية: 22]
[5] -[سورة: الأنعام - الآية:161- 165]
[6] -[سورة: الأحزاب - الآية: 21]
[7] -[سورة: الممتحنة - الآية: 4]
[8] -[سورة: الشعراء - الآية:69- 82]
[9] - فتح البارى- البخارى 5285
[10] - رواه البخارى وأبو داود والترمذى عن على بن أبى طالب.
[11] -2721 فتح البارى – البخارى
[12] -[سورة: الأنعام - الآية: 114]
[13] -[سورة: الأعراف - الآية: 140]
[14] - [سورة: الأنعام - الآية: 14]
[15] -[سورة: الأنعام - الآية: 40]
[16] -[سورة: النحل - الآية: 54]
[17] -[سورة: يونس - الآية: 94]
[18] -[سورة: الأنعام - الآية: 164]
[19] -[سورة: البقرة - الآية: 255]
[20] -[سورة: آل عمران - الآية:1- 3]
[21] -[سورة: آل عمران - الآية: 4]
[22] -[سورة: طه - الآية: 111]
[23] -[سورة: القصص - الآية: 88]
[24] -[سورة: الزمر - الآية: 38]
[25] - ـ صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 7957 ( صحيح )
[26] - ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني 930 ( الصحيحة )
[27] -[سورة: يونس - الآية: 107]
[28] -[سورة: الأنعام - الآية: 17]
[29] -[سورة: الزمر - الآية:64- 67]
[30] -[سورة: الزمر - الآية: 2]
[31] -[سورة: الزمر - الآية:11- 15]
[32] -[سورة: القصص - الآية: 88]
[33] -[سورة: يونس - الآية: 106]
[34] -[سورة: الشعراء - الآية: 213]
[35] -[سورة: الكهف - الآية: 14]
[36] -[سورة: يس - الآية: 23]
[37] -[سورة: النجم - الآية: 26]
[38] -[سورة: الزمر - الآية:43- 44]
[39] - [سورة: الأعراف - الآية: 53]
[40] -[سورة: الروم - الآية:12- 14]
[41] -[سورة: الأنعام - الآية: 14]
[42] -[سورة: الأحزاب - الآية: 17]
[43] -[سورة: النساء - الآية: 123]
[44] - [سورة: النساء - الآية: 45]
[45] -[سورة: الكهف - الآية: 102]
[46] -[سورة: الشورى - الآية: 9]
[47] -[سورة: هود - الآية:20- 22]
[48] -[سورة: الجاثية - الآية:19- 21]
[49] -[سورة: الأعراف - الآية: 3]
[50] -[سورة: الشورى - الآية: 28]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعث رحمة للعالمين
أقسام الناس فى التوحيد :
الناس فى التوحيد أو الإفراد نوعان : سفيه ورشيد .
1- السفيه : وهو الذى رفض أن يتبع ملة أبو الأنبياء سيدنا ابرهيم عليه السلام .
قال تعالى: { وَمَن يَرْغَبُ عَن مّلّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدّنْيَا وَإِنّهُ فِي الاَخِرَةِ لَمِنَ
الصّالِحِينَ }[1]
2- الرشيد : وهو الذى تبرأ من الشرك قولا وعملا وحالا ،وبهذا أمر الله سبحانه وتعالى جميع الرسل من أولهم
إلى آخرهم.
قال تعالى: { يَأَيّهَا الرّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطّيّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [51] وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً
وَأَنَاْ رَبّكُمْ فَاتّقُونِ }[2]
و قال تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ إِلاّ نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنّهُ لآ إِلَـَهَ إِلاّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}[3]
و قال تعالى: { لاّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مّخْذُولاً }[4]
و قال تعالى: { قُلْ إِنّنِي هَدَانِي رَبّيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مّلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [161]
قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ [162] لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوّلُ الْمُسْلِمِينَ [163]
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلّ نَفْسٍ إِلاّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ مّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [164] وَهُوَ الّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنّ رَبّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ}[5]
قال تعالى: { لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الاَخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً }[6]
من هو إمام التوحيد ؟
المولى عز وجل يأمرنا أن نتأسى بإمام التوحيد سيدنا ابرهيم عليه السلام فيقول عز من قائل:
قال تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن
دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ
لأسْتَغْفِرَنّ لَكَ وَمَآ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ رّبّنَا عَلَيْكَ تَوَكّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[7]
وسيدنا ابرهيم إمام التوحيد يعلمنا كيفية الحوار مع هذه الفئات ويعلمنا أيضا الأسباب التى تجعله يتمسك به إلها
واحدا .
قال تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ [69] إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ [70] قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلّ لَهَا
عَاكِفِينَ [71] قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ [72] أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرّونَ [73] قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ [74] قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ [75] أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ الأقْدَمُونَ [76] فَإِنّهُمْ عَدُوّ لِيَ إِلاّ رَبّ الْعَالَمِينَ [77]
الّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ [78] وَالّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ [79] وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [80] وَالّذِي يُمِيتُنِي ثُمّ
يُحْيِينِ [81] وَالّذِيَ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّينِ}[8]
ما هى مقتضيات التوحيد ؟:
من مقتضيات التوحيد القيام بحقوقه الظاهرة والباطنة :
الحقوق الظاهرة :
كالحركات والأعمال ، وأخذها فى الاعتبار وعدم إهمالها وتعطيلها ، ولكن يقوم بها وقد عزلها عن استحقاق
النجاح والنجاة. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
[ اعملوا واعلموا أن أحدا منكم لن ينجيه عمله ][9]
الحقوق الباطنة :
كالإيمان والتصديق ، ومحبة الله ورسوله ، فإن النجاة معلقة بها،بل إن التوحيد نفسه هو أعظم الأسباب الباطنة .
فالقيام بالأسباب واعتيادها وإنزالها منازلها التى أنزلها الله فيها هو محض التوحيد والعبودية بتصديق الوعد
والوعيد ، وتعظيم الأمر والنهى .
كما فى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
[ ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار . قالوا : يا رسول الله ، أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب ؟ فقال : لا : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ][10]
قال أبو عبيدة لعمر رضى الله عنه :
( أتفر من قدر الله ؟ - يعنى الطاعون – قال عمر : أفر من قدر الله إلى قدر الله .
ثم نادى فى الجيش: هل فيكم من سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الطاعون شيئا ؟
فجاء عبد الرحمن بن عوف من أخريات الجيش، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ إن كان فى بلد وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإن سمعتم به فى بلد وأنتم خارجون عنها فلا تدخلوها .][11]
ما هى مداخل الشيطان التى تفسد توحيد العبد لربه؟
هناك ثمانية مداخل للشيطان يفسد بها توحيد العبد لربه ، أذكرها لك بالآيات الدالة عليها:
[ أولا ]- الألوهية :
قال تعالى: { أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الّذِيَ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصّلاً وَالّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنّهُ مُنَزّلٌ مّن رّبّكَ بِالْحَقّ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }[12]
قال تعالى: { قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـَهاً وَهُوَ فَضّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}[13]
قال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ}[14]
قال تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[15]
قال تعالى: { وَلَهُ مَا فِي الْسّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَهُ الدّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتّقُونَ [52] وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمّ إِذَا مَسّكُمُ الضّرّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [53] ثُمّ إِذَا كَشَفَ الضّرّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مّنْكُم بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ}[16]
قال تعالى: { فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}[17]
[ ثانيا ]- الربوبية :
قال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلّ نَفْسٍ إِلاّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ مّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}[18]
[ ثالثا ]-القيومية :
قال تعالى: { اللّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ }[19]
قال تعالى: { الَمَ [1] اللّهُ لآ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ [2] نَزّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ}[20]
قال تعالى: { مِن قَبْلُ هُدًى لّلنّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }[21]
قال تعالى: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [110] وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيّ الْقَيّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً }[22] قوله تعالى: " وعنت الوجوه ". وقال ابن عباس: " عنت " ذلت. وقال مجاهد : خشعت. الماوردي : والفرق بين الذل والخشوع - وإن تقارب معناهما - أن الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع أن يتذلل لذي طاعة. وروى عكرمة عن ابن عباس " وعنت الوجوه للحي القيوم " قال: الركوع والسجود، ومعنى " عنت " في اللغة القهر والغلبة، ومنه فتحت البلاد عنوة أي غلبة،
" للحي القيوم " وفي القيوم ثلاثة تأويلات، أحدها: أنه القائم بتدبير الخلق. الثاني: أنه القائم على كل نفس بما كسبت. الثالث: أنه الدائم الذي لا يزول ولا يبيد. " وقد خاب من حمل ظلما " أي خسر من حمل شركاً.
قال تعالى: { وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }[23]
[ رابعا ]- الضر والنفع :
المشركين كانوا يعترفون بأن الله عز وجل هو الخالق للأشياء كلها ومع هذا يعبدون معه غيره مما لا يملك لهم ضرا ولا نفعا
قال تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلْ أَفَرَأيْتُم مّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللّهُ بِضُرّ هَلْ هُنّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِيبِرَحْمَةٍ هَلْ هُنّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكّـلُ الْمُتَوَكّلُونَ}[24]
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يا غلام ! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام و رفعت الصحف }[25].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن ؛ أو يعلم من يعمل بهن ؟ فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله ! فأخذ بيدي فعد خمسا فقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، ولا تكثر الضحك ؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب}[26].
و قال تعالى: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلاَ رَآدّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ }[27]
قال تعالى: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدُيرٌ }[28]
[ خامسا ]- العبادة لله وحده والإخلاص له :
ذكروا في سبب نزولها عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المشركين من جهلهم دعوا رسول الله إلى عبادة آلهتهم ويعبدوا معه إلهه فنزلت "قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون.
قال تعالى: { قُلْ أَفَغَيْرَ اللّهِ تَأْمُرُونّيَ أَعْبُدُ أَيّهَا الْجَاهِلُونَ [64] وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ
وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [65] بَلِ
اللّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مّنَ الشّاكِرِينَ [66] وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعـاً
قَبْضَـتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسّمَاوَاتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ عَمّا يُشْرِكُونَ}[29]
وقال تعالى: { إِنّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ فَاعْبُدِ اللّهَ مُخْلِصاً لّهُ الدّينِ}[30]
قال تعالى: { قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ مُخْلِصاً لّهُ الدّينَ [11] وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوّلَ الْمُسْلِمِينَ [12] قُلْ إِنّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [13]قُلِ اللّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لّهُ دِينِي [14] فَاعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ قُلْ إِنّ الْخَاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[31]
[ سادسا]- الدعاء :
قال تعالى: { وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[32]
قال تعالى: { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنّكَ إِذاً مّنَ الظّالِمِينَ}[33]
قال تعالى: { فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذّبِينَ}[34]
قال تعالى: { وَرَبَطْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبّنَا رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـَهاً لّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً}[35]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
[ سابعا ]- الشفاعة:
قال تعالى: { أَأَتّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرّحْمَـَنُ بِضُرّ لاّ تُغْنِ عَنّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ}[36]
قال تعالى: { وَكَمْ مّن مّلَكٍ فِي السّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىَ}[37]
وقال تعالى: { أَمِ اتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ [43] قُل لِلّهِ الشّفَاعَةُ جَمِيعاً لّهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[38]
قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبّنَا بِالْحَقّ فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}[39]
قال "هل ينظرون إلا تأويله" أي ما وعدوا به من العذاب والنكال والجنة والنار قاله مجاهد وغير واحد وقال مالك: ثوابه وقال الربيع لا يزال يجيء من تأويله أمر حتى يتم يوم الحساب حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ وقوله "يوم يأتي تأويله" أي يوم القيامة قاله ابن عباس "يقول الذين نسوه من قبل" أي تركوا العمل به وتناسوه في الدار الدنيا "قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا" أي في خلاصنا مما صرنا إليه مما نحن فيه "أو نرد" إلى الدار الدنيا "فنعمل غير الذي كنا نعمل" كقوله "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" كما قال ههنا "قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها "وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي ذهب عنهم ما كانوا يعبدونهم من دون الله فلا يشفعون فيهم ولا ينصرونهم ولا ينقذونهم مما هم فيه. [ تفسير ابن كثير]
قال تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ [12] وَلَمْ يَكُن لّهُمْ مّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ [13] وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرّقُونَ}[40]
[ ثامنا ]- الولاية :
قال تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ}[41]
قال تعالى: { قُلْ مَن ذَا الّذِي يَعْصِمُكُمْ مّنَ اللّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوَءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}[42]
قال تعالى: { لّيْسَ بِأَمَانِيّكُمْ وَلآ أَمَانِيّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوَءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}[43]
قال تعالى: { وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىَ بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَىَ بِاللّهِ نَصِيراً}[44]
قال تعالى: { أَفَحَسِبَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَن يَتّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيَ أَوْلِيَآءَ إِنّآ أَعْتَدْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً}[45]
قال تعالى: { أَمِ اتّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَاللّهُ هُوَ الْوَلِيّ وَهُوَ يُحْيِـي الْمَوْتَىَ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[46]
قال تعالى: { أُولَـَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ [20] أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [21] لاَ جَرَمَ أَنّهُمْ فِي الاَخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ}[47]
قال تعالى: { إِنّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللّهِ شَيْئاً وَإِنّ الظّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَاللّهُ وَلِيّ الْمُتّقِينَ [19] هَـَذَا بَصَائِرُ لِلنّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [20] أَمْ حَسِبَ الّذِينَ اجْتَرَحُواْ السّيّئَاتِ أَن نّجْعَلَهُمْ كَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ سَوَآءً مّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}[48]
قال تعالى: { اتّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رّبّكُمْ وَلاَ تَتّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ}[49]
قال تعالى: { وَهُوَ الّذِي يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيّ الْحَمِيدُ}[50]
[1] -[سورة: البقرة - الآية: 130]
[2] -[سورة: المؤمنون - الآية:51- 52]
[3] -[سورة: الأنبياء - الآية: 25]
[4] -[سورة: الإسراء - الآية: 22]
[5] -[سورة: الأنعام - الآية:161- 165]
[6] -[سورة: الأحزاب - الآية: 21]
[7] -[سورة: الممتحنة - الآية: 4]
[8] -[سورة: الشعراء - الآية:69- 82]
[9] - فتح البارى- البخارى 5285
[10] - رواه البخارى وأبو داود والترمذى عن على بن أبى طالب.
[11] -2721 فتح البارى – البخارى
[12] -[سورة: الأنعام - الآية: 114]
[13] -[سورة: الأعراف - الآية: 140]
[14] - [سورة: الأنعام - الآية: 14]
[15] -[سورة: الأنعام - الآية: 40]
[16] -[سورة: النحل - الآية: 54]
[17] -[سورة: يونس - الآية: 94]
[18] -[سورة: الأنعام - الآية: 164]
[19] -[سورة: البقرة - الآية: 255]
[20] -[سورة: آل عمران - الآية:1- 3]
[21] -[سورة: آل عمران - الآية: 4]
[22] -[سورة: طه - الآية: 111]
[23] -[سورة: القصص - الآية: 88]
[24] -[سورة: الزمر - الآية: 38]
[25] - ـ صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 7957 ( صحيح )
[26] - ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني 930 ( الصحيحة )
[27] -[سورة: يونس - الآية: 107]
[28] -[سورة: الأنعام - الآية: 17]
[29] -[سورة: الزمر - الآية:64- 67]
[30] -[سورة: الزمر - الآية: 2]
[31] -[سورة: الزمر - الآية:11- 15]
[32] -[سورة: القصص - الآية: 88]
[33] -[سورة: يونس - الآية: 106]
[34] -[سورة: الشعراء - الآية: 213]
[35] -[سورة: الكهف - الآية: 14]
[36] -[سورة: يس - الآية: 23]
[37] -[سورة: النجم - الآية: 26]
[38] -[سورة: الزمر - الآية:43- 44]
[39] - [سورة: الأعراف - الآية: 53]
[40] -[سورة: الروم - الآية:12- 14]
[41] -[سورة: الأنعام - الآية: 14]
[42] -[سورة: الأحزاب - الآية: 17]
[43] -[سورة: النساء - الآية: 123]
[44] - [سورة: النساء - الآية: 45]
[45] -[سورة: الكهف - الآية: 102]
[46] -[سورة: الشورى - الآية: 9]
[47] -[سورة: هود - الآية:20- 22]
[48] -[سورة: الجاثية - الآية:19- 21]
[49] -[سورة: الأعراف - الآية: 3]
[50] -[سورة: الشورى - الآية: 28]
مواضيع مماثلة
» ماذا تعرف عن الاستعاذة ؟ ماذا تعرف عن البسملة ؟
» ماذا تعرف عن الحج ؟
» ماذا تعرف عن الكذب ؟!
» ماذا تعرف عن أهل الجنة ؟!
» ماذا تعرف عن السلام ؟!
» ماذا تعرف عن الحج ؟
» ماذا تعرف عن الكذب ؟!
» ماذا تعرف عن أهل الجنة ؟!
» ماذا تعرف عن السلام ؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى