الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(حسـبنا الله ونعم الوكيل ) كيف نفهمها ؟

اذهب الى الأسفل

(حسـبنا الله ونعم الوكيل )  كيف نفهمها ؟ Empty (حسـبنا الله ونعم الوكيل ) كيف نفهمها ؟

مُساهمة  Admin الإثنين سبتمبر 08, 2014 3:43 pm

• (حسـبنا الله ونعم الوكيل ) كيف نفهمها ؟
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إليْهِ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأّشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ صَلَّى اللهُ وسلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِين .

• ما الهدف منها؟! أن يُكفىٰك الله ما أهمَّك من أمر دينك ودنياك .... من حفِظَها وحافظ عليها كان حريًّا بالتوفيق والسداد

• ما معناها ؟ كلمةَ التجاءٍ واستعانةٍ واعتمادٍ وتوكُّلٍ على الله عزَّ وجلَّ وهي تعني : توكل العبد على الله ، والتجاءه إلى الله ، وطلب مَدِّه وعونه وتوفيقه وتسديده .

• وأوصى بها المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم فقد جاء في عمل اليوم والليلة لابن السُّني رحمه الله تعالىٰ بإسنادٍ إلى أبي الدرداء وهو يُروىٰ مرفوعًا وموقوفًا - والموقوف صحيحٌ ثابت وله حكم الرفع - أنه قال: ((من قال حين يصبح وحين يمسي سبع مرات : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ؛ كفاه الله همه من أمر الدنيا والآخرة )) فهي كلمة التجاء إلى الله ، ويُستحضر في هذا المقام: أن (الحسيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى كما قال الله تعالى في موضعين من القرآن: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [النساء: 6]، [الأحزاب: 39] ، والحسيب - عباد الله- أي : الكافي من توكل إليه ، الذي هو وحده جلَّ وعلا يدفع عن عبده ما أهمَّه ويجلب له خيره ومصالحه في دنياه وأُخراه ؛ فالله عزَّ وجلَّ هو الحسيب : أي الكافي الذي يكفي عبده ما أهمَّه في باب جلب المنافع وفي باب دفع المضار.
• وقد ذُكرها الله تعالى في كتابه الكريم في مقام طلب المنافع ، وفي مقام دفع المضار :
فمن الأول: قول الله تبارك وتعالى : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة: 59] .
ومن الثاني - عباد الله- : قول الله تبارك وتعالى : ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران:173-174].
وجُمِعَ الأمران في قول الله عزَّ وجلَّ : ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر:38].
فقوله جل وعلا: ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ أي : في جلب النعماء ، ودفع الضرِّ والبلاء .

• عباد الله : فما أحرانا أن نُعنىٰ بهٰذه الكلمة العظيمة متأملين في معناها متدبرين لدلالتها ، وأن نأتي بها في مواضعها المناسبة لنُكفىٰ ونوقىٰ بإذن الله عزَّ وجلَّ .
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (( ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ )) ؛ فكلمة (حسبنا الله) هي كلمة الأنبياء ، وهي كلمة التجاء إلى الله عزَّ وجلَّ واعتصامٌ به سبحانه وتعالىٰ .

• ومن الأخطاء الشائعة في هٰذا الباب أنَّ بعض العامة يقول في استخدامه لهٰذه الكلمة، يقول: "حسبي الله علىٰ فلان" ، وفعله هٰذا يوصف بالتحسُّب؛ يُقال: تحسَّبَ فلانٌ على فلانٍ الذي ظلمه بأن قال "حسبي الله عليه" أو "حسبي الله علىٰ فلان" أو نحو ذٰلك مما هو يدور في هٰذا المعنى ؛ وهٰذا - عباد الله- ليس له أصلٌ في الألفاظ المأثورة المشروعة الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا عن صحبه الكرام رضي الله عنهم، وأرضاهم . أقول ذٰلك بعد مراجعةٍ مُطولَّة ونظرٍ في الأدلة الواردة في الباب ، ومن جهةٍ أخرىٰ فليس له معنىً مستقيم إذا تأملنا معنى التحسب وأنه طلب الكفاية من الله عزَّ وجلَّ ؛ ولهٰذا ينبغي علينا مراعاة الأذكار الشرعية المذكورة بألفاظها الواردة وفي أبوابها التي جاءت في سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام .

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لذكره وشكره وحسن عبادته على الوجه الذي يرضيه عنا ، وهو جلَّ وعلا حسبنا ونعم الوكيل.

Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى