ما هى نسبة اليابسة للماء على الكرة الأرضية ؟!
صفحة 1 من اصل 1
ما هى نسبة اليابسة للماء على الكرة الأرضية ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
* اليابسة ترمز إلى الجزء الخارجي من القشرة الأرضية الذي لا يغطيه الماء حيث تبلغ مساحة سطح الأرض إلى 510,1 مليون كيلومتر مربع،
وتبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع، بينما تصل مساحة البحار فيها إلى 361,2 مليون كيلومتر مربع.
71%نسبة مياه الارض ..29%نسبة اليابسة ..سبحان الله حتى هالاشي القران قام بتوضيحه
قال الله تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} سورة فصلت
ذكرت كلمة البحار (أي المياه) في القرآن الكريم 32 مرة،
وذكرت كلمة البر (أي اليابسة) في القرآن الكريم 13 مرة.
فإذا جمعنا عدد كلمات البحار المذكورة في القرآن وعدد كلمات البر، فسنحصل على المجموع كالتالي: 45.
وإذا قمنا بصنع معادلة بسيطة كالتالي:
1. مجموع كلمات البحر (تقسيم) مجموع كلمات البر والبحر(ضرب) 100%
32 ÷ 45 × 100% = 71,11111111111%
2. مجموع كلمات البر (تقسيم( مجموع كلمات البر والبحر (ضرب) 100%
13 ÷ 45 × 100% = 28,88888888889%
وهكذا بعد هذه المعادلة البسيطة، نحصل على هذا الناتج المعجز الذي توصل له القرآن من 14 قرناً، فالعلم الحديث توصل إلى أن:
نسبة المياه على الكرة الأرضية: 71,11111111111%
ونسبة اليابسة على الكرة الأرضية: 28,88888888889%
وإذا جمعنا العدد الأول مع العدد الثاني فإنا نحصل على الناتج = 100%
وهي مجموع نسبة الكرة الأرضية بالفعل..
فما قولك بهذا الإعجاز! هل هذه صدفة؟
من علم محمد هذا الكلام كله؟
من علم النبي الأمي في الأربعين من عمره هذا الكلام؟ وفى بيئة الصحراء !!
يقول الله لكم : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) } سورة النجم
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}سورة طه
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) } سورة فصلت
في الفقرات اللاحقة، سنقوم بعرض عدد من أقوال العلماء المتخصصين في مجال علوم الأرض والمناخ...، التي تفند هذا الزعم وتدفع هذا الوهم، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن ما هو معروف وسائد علميا، والذي عليه استقرت آراء ذوي الاختصاص، أن نسبتي البر والبحر على كوكبنا لا تفتأ تتعرض للتغيير على امتداد الأزمنة والعصور، قبل ظهور الحياة وبعدها وقبل ظهور الإنسان وبعده:
1- يقول الدكتور زغلول النجار في معرض الحديث عن إعجاز القرآن في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(الرعد:41): في إطار دلالة لفظ الأرض على اليابسة التي نحيا عليها، نجد معنيين علميين واضحين لإنقاص الأرض من أطرافها هما:
● العمليات المتكررة لإنقاص الأرض من أطرافها، بمعنى أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات السامقة وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح البحر حتى تتم تسويتها والتي تعرف بدورة التسهيب (peneplanation cycle)، وتمثل سنة دائبة من سنن الله في الأرض.
ومن خلال هذه الدورة، فإن منسوب قارة أمريكا الشمالية يتعرض للانخفاض بمعدل يصل 0.03 ملمتر في السنة حتى يغمرها البحر..؛
● ظاهرة طغيان مياه البحار والمحيطات على اليابسة، حيث تؤكد المصادر العلمية أن الأرض بدأت منذ القدم بمحيط غامر ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض والثورات البركانية المصاحبة له بدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر وبتكرار تصادم تلك الجزر البركانية تكونت القارة الأم (الشكل2)، التي تجزأت بعد ذلك إلى القارات السبع الحالية. وتبادل الأدوار بين اليابسة والماء هو سنة أرضية تعرف باسم "دورة التبادل بين المحيطات والقارات"، وبواسطتها تحولت أجزاء من اليابسة إلى بحار والعكس.
"لقد حدث توزع القارات الحالي خلال الخمسة وستين(65) مليون سنة الأخيرة. وما برحت القارات حتى اليوم تنزاح، فالمحيط الأطلسي يتسع بمقدار عدة سنتمترات كل سنة والمحيط الهادئ يضيق. ويعتبر البحر الأحمر جزءا من صدع في القشرة الأرضية سوف يتسع ليولد محيطا جديدا بعد ملايين السنين." (أنظر الشكل3).
2- العلاقة الوطيدة بين مستوى سطح البحار وبين نسب اليابسة والمحيطات وبين مناخ الأرض:
● يشير دوديكير وزملاؤه (De DEKKER & al) (2002) ، إلى ارتباط الزيادة في حجم مساحة سطح اليابسة – خلال الدروة الجليدية الأخيرة- بتراجع مستوى سطح البحار؛
● ويقول دوديكير (2001) في بحثه (The role of tropical oceans in climate forcing : evidence from the Indo-Pacfic Warm Pool during the Quaternary ) : إن أدنى تغير في نسبة مساحة سطح اليابسة إلى مساحة البحار والمحيطات – والعائد إلى التغير الدوري في مستوى سطح البحر المميز للزمن الرابع (الشكل 4)- يؤثر بشكل كبير على المناخ. ومن المحتمل جدا أن يحصل هذا التأثير على مستوى كوكب الأرض كله؛
3- جاء في بحث (ارتفاع مستوى سطح البحر) المنشور على صفحات الموسوعة الحرة ويكيبيديا - في معرض الحديث عن تغيرات مستوى سطح البحر على المدى الطويل (الشكل5)- أن التغيرات التي تطرأ على شكل الأحواض المحيطية وعل توزيع اليابسة/البحار والمحيطات، تطال مستوى سطح البحر.
وبالاعتماد على نظرية الألواح التكتونية، يمكن تفسير التأرجحات القوية في منسوب سطح البحار والمحيطات التي تتم على مدى بعيد جدا، حيث إن الغلاف الصخري القاري يزداد سمكا منذ بداية الأزمنة الجيولوجية، وينتج عن هذا نمو مساحة القارات وتراجع مساحة المحيطات وبالتالي يرتفع مستوى سطح المحيطات.
من جهة أخرى، خلال فترات الانتهاض (تكون السلاسل الجبلية نتيجة التصادم بين الألواح). يتعرض الغلاف الصخري القاري للانضغاط، الأمر الذي يؤدي منطقيا إلى تمدد المساحات المحيطية فيحدث تراجع بحري عام. بعد ذلك عند انتهاء تكون الجبال تعود عملية التعرية لتسود، فيتم نقل المادة القارية بعد انتزاعها من الجبال الحديثة التكوين إلى أعماق المحيطات. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع بطيء لمستوى سطح البحر، كما تتعرض المساحات القارية لطغيان بحري شامل...
فعلى سبيل المثال، خلال آخر عصر جليدي (منذ 18000 سنة)، كان مستوى سطح البحر أخفض بمائة وعشرين (120) متر مما هو عليه الآن (الشكل4)..، بحيث إن خط الساحل كان أبعد – باتجاه وسط الأحواض البحرية- بعدة كيلومترات مما هو عليه حاليا. وخلال هذه الفترة التي كان فيها منسوب سطح مياه البحر منخفضا بشكل كبير، كانت قارة آسيا متصلة بألاسكا، الأمر الذي سمح – كما يظن العلماء- بهجرة الإنسان باتجاه أمريكا مشيا على الأقدام.
إن مثل هذه التأكيدات العلمية كثيرة جدا بحيث يصعب حصرها، وإنما اكتفينا ببعضها، بهدف إبراز وتبيان خطأ المعطى العلمي، الذي اعتبر حقيقة ثابتة ومستقرة في هذا الموضوع، فأدى إلى العجلة في إعلان وجود إعجاز عددي في القرآن الكريم بخصوصه.
وأحب أن أؤكد أن من أبجديات المعلومات العلمية، لدى أهل الاختصاص ولدى الطلبة (على حد سواء) في مجال علوم الأرض، أن مستوى سطح البحر (Sea Level) لا يعرف قرارا ولا استقرارا، وأن تغيراته مرتبطة ارتباطا وثيقا بتغير المناخ (السخونة warmوالبرودة Cold )، وبتغير نسب مساحة اليابسة والمياه على كوكب الأرض. وأن هذه التبدلات والتحولات تكون تارة باتجاه الزيادة وتارة باتجاه النقصان، وتمثل خاصية من أهم خصائص الزمن الرابع الذي نعيش حاليا ثاني عصريه (الهولوسين). وما هذه النسب المتداولة اليوم، والمبثوثة في الكتب والمقررات الدراسية وغيرها.. إلا قياسات لمساحات التضاريس الحالية لكوكب الأرض، يقول الدكتور زغلول النجار في معرض تفسيره لقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} (الذاريات:48) : "تقدر مساحة سطح الأرض الحالية بحوالي 510 ملايين كيلومتر مربع، منها 149 مليون كيلومتر مربع يابسة تمثل حوالي 29% من مساحة الأرض، و361 مليون كيلومتر مربع مسطحات مائية تمثل الباقي من مساحة سطح الأرض (71%)...".
ويبين الشكل6 تطور نسبة مساحة سطح اليابسة (Land) إلى مساحة المحيطات (Oceans)، عبر امتداد الحقب والعصور والأزمنة الجيولوجية الموسومة بتواجد الحياة خلالها على وجه الأرض (منذ حوالي 570 مليون سنة). وهو ما يفند ما زعمه البعض، من كون دراسات العلماء قد بينت أن أية زيادة أو نقصان في نسب مساحة سطح اليابسة إلى مساحة سطح المحيطات، قد يحول دون ظهور الحياة. فالشكل يوضح أن هذه النسبة ما فتأت تتأرجح على مر العصور في الوقت الذي عرفت فيها مظاهر الحياة النباتية والحيوانية نموا مطردا، كان آخر تمظهراته خلق الإنسان واستخلافه في الأرض، بعد أن سخرها له الله وهيأ له فيها جميع سبل العيش وأسبابه، مصداقا لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (البقرة:29).
خاتمة.
لقد سعيت في هذا البحث، إلى إبراز قيمة وأهمية الشروط والضوابط والمحترزات الصارمة، التي وضعها أهل الخبرة لكل من أراد الاشتغال في مجال الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، بهدف حماية الأبحاث المنجزة من الزلل ومن الشطط. وذلك حتى تقطع الطريق على أولئك المرجفين (من بني جلدتنا ومن خصوم الأمة وأعدائها)، الذين لا يفتئون يتحينون الفرصة تلو الفرصة للتشكيك في هذا الدين، وإبعاد الناس عن الاهتداء به وإليه، تارة بالنيل من شخص رسولنا الكريم – صلوات الله وسلامه عليه- والإساءة إليه والاستهزاء برموز الإسلام، وتارة بالطعن في القرآن الكريم والتشكيك في مصدريته الإلهية، وأخرى بمحاولة صرف الناس عن السنة النبوية الشريفة بدعوى أنها أقوال وأفعال ومقررات بشر عادي... من خلال الركوب على ما قد يبدو أنه تناقضات في النص القرآني أو الحديثي، أو إشارات فيها قد يتوهم عدم توافقها مع حقائق العلم الحديث.
ولعله قد تبين بالمثال الذي عرضته، كيف أن التساهل في الأخذ بهذه الضوابط والشروط أو الإخلال بها (أو ببعضها)، من شأنه أن يؤدي إلى استنتاجات خاطئة والقول بأوجه للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة لا وجود لها حقيقة.
ولابد من الإشارة في الأخير، إلى أن الباحث الذي يلتزم بهذه الضوابط والشروط قدر المستطاع ويستفرغ وسعه ولا يأل جهدا في الدرس والبحث والتمحيص، إذا خلص إلى نتيجة تبين خطأها فيما بعد. فإن خطأه مغتفر بل إنه يؤجر عليه بإذن الله، وخطأه ذاك لا يحط من قيمته ومكانته العلمية في شيء، كما لا ينال ذلك الخطأ من جهة الباحث المفسر من قدسية مقررات القرآن {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42). وهي ذريعة يستشهد بها معارضو أبحاث الإعجاز العلمي الذين لا يرون جواز تفسير النص المقدس الثابت بمعطى علمي نسبي لا يفتأ يتبدل ويتغير مع الزمن.
للتواصل مع الكاتب: أ. خلاف الغالبي
(أستاذ باحث. شعبة الجغرافيا. كلية الآداب. جامعة محمد الأول- المغرب)
البريد الاليكتروني: elghalbi@menara.ma
http://e3jaz.way2allah.com/modules.php?name=News&file=article&sid=133
* اليابسة ترمز إلى الجزء الخارجي من القشرة الأرضية الذي لا يغطيه الماء حيث تبلغ مساحة سطح الأرض إلى 510,1 مليون كيلومتر مربع،
وتبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع، بينما تصل مساحة البحار فيها إلى 361,2 مليون كيلومتر مربع.
71%نسبة مياه الارض ..29%نسبة اليابسة ..سبحان الله حتى هالاشي القران قام بتوضيحه
قال الله تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} سورة فصلت
ذكرت كلمة البحار (أي المياه) في القرآن الكريم 32 مرة،
وذكرت كلمة البر (أي اليابسة) في القرآن الكريم 13 مرة.
فإذا جمعنا عدد كلمات البحار المذكورة في القرآن وعدد كلمات البر، فسنحصل على المجموع كالتالي: 45.
وإذا قمنا بصنع معادلة بسيطة كالتالي:
1. مجموع كلمات البحر (تقسيم) مجموع كلمات البر والبحر(ضرب) 100%
32 ÷ 45 × 100% = 71,11111111111%
2. مجموع كلمات البر (تقسيم( مجموع كلمات البر والبحر (ضرب) 100%
13 ÷ 45 × 100% = 28,88888888889%
وهكذا بعد هذه المعادلة البسيطة، نحصل على هذا الناتج المعجز الذي توصل له القرآن من 14 قرناً، فالعلم الحديث توصل إلى أن:
نسبة المياه على الكرة الأرضية: 71,11111111111%
ونسبة اليابسة على الكرة الأرضية: 28,88888888889%
وإذا جمعنا العدد الأول مع العدد الثاني فإنا نحصل على الناتج = 100%
وهي مجموع نسبة الكرة الأرضية بالفعل..
فما قولك بهذا الإعجاز! هل هذه صدفة؟
من علم محمد هذا الكلام كله؟
من علم النبي الأمي في الأربعين من عمره هذا الكلام؟ وفى بيئة الصحراء !!
يقول الله لكم : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) } سورة النجم
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}سورة طه
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) } سورة فصلت
في الفقرات اللاحقة، سنقوم بعرض عدد من أقوال العلماء المتخصصين في مجال علوم الأرض والمناخ...، التي تفند هذا الزعم وتدفع هذا الوهم، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن ما هو معروف وسائد علميا، والذي عليه استقرت آراء ذوي الاختصاص، أن نسبتي البر والبحر على كوكبنا لا تفتأ تتعرض للتغيير على امتداد الأزمنة والعصور، قبل ظهور الحياة وبعدها وقبل ظهور الإنسان وبعده:
1- يقول الدكتور زغلول النجار في معرض الحديث عن إعجاز القرآن في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(الرعد:41): في إطار دلالة لفظ الأرض على اليابسة التي نحيا عليها، نجد معنيين علميين واضحين لإنقاص الأرض من أطرافها هما:
● العمليات المتكررة لإنقاص الأرض من أطرافها، بمعنى أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات السامقة وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح البحر حتى تتم تسويتها والتي تعرف بدورة التسهيب (peneplanation cycle)، وتمثل سنة دائبة من سنن الله في الأرض.
ومن خلال هذه الدورة، فإن منسوب قارة أمريكا الشمالية يتعرض للانخفاض بمعدل يصل 0.03 ملمتر في السنة حتى يغمرها البحر..؛
● ظاهرة طغيان مياه البحار والمحيطات على اليابسة، حيث تؤكد المصادر العلمية أن الأرض بدأت منذ القدم بمحيط غامر ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض والثورات البركانية المصاحبة له بدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر وبتكرار تصادم تلك الجزر البركانية تكونت القارة الأم (الشكل2)، التي تجزأت بعد ذلك إلى القارات السبع الحالية. وتبادل الأدوار بين اليابسة والماء هو سنة أرضية تعرف باسم "دورة التبادل بين المحيطات والقارات"، وبواسطتها تحولت أجزاء من اليابسة إلى بحار والعكس.
"لقد حدث توزع القارات الحالي خلال الخمسة وستين(65) مليون سنة الأخيرة. وما برحت القارات حتى اليوم تنزاح، فالمحيط الأطلسي يتسع بمقدار عدة سنتمترات كل سنة والمحيط الهادئ يضيق. ويعتبر البحر الأحمر جزءا من صدع في القشرة الأرضية سوف يتسع ليولد محيطا جديدا بعد ملايين السنين." (أنظر الشكل3).
2- العلاقة الوطيدة بين مستوى سطح البحار وبين نسب اليابسة والمحيطات وبين مناخ الأرض:
● يشير دوديكير وزملاؤه (De DEKKER & al) (2002) ، إلى ارتباط الزيادة في حجم مساحة سطح اليابسة – خلال الدروة الجليدية الأخيرة- بتراجع مستوى سطح البحار؛
● ويقول دوديكير (2001) في بحثه (The role of tropical oceans in climate forcing : evidence from the Indo-Pacfic Warm Pool during the Quaternary ) : إن أدنى تغير في نسبة مساحة سطح اليابسة إلى مساحة البحار والمحيطات – والعائد إلى التغير الدوري في مستوى سطح البحر المميز للزمن الرابع (الشكل 4)- يؤثر بشكل كبير على المناخ. ومن المحتمل جدا أن يحصل هذا التأثير على مستوى كوكب الأرض كله؛
3- جاء في بحث (ارتفاع مستوى سطح البحر) المنشور على صفحات الموسوعة الحرة ويكيبيديا - في معرض الحديث عن تغيرات مستوى سطح البحر على المدى الطويل (الشكل5)- أن التغيرات التي تطرأ على شكل الأحواض المحيطية وعل توزيع اليابسة/البحار والمحيطات، تطال مستوى سطح البحر.
وبالاعتماد على نظرية الألواح التكتونية، يمكن تفسير التأرجحات القوية في منسوب سطح البحار والمحيطات التي تتم على مدى بعيد جدا، حيث إن الغلاف الصخري القاري يزداد سمكا منذ بداية الأزمنة الجيولوجية، وينتج عن هذا نمو مساحة القارات وتراجع مساحة المحيطات وبالتالي يرتفع مستوى سطح المحيطات.
من جهة أخرى، خلال فترات الانتهاض (تكون السلاسل الجبلية نتيجة التصادم بين الألواح). يتعرض الغلاف الصخري القاري للانضغاط، الأمر الذي يؤدي منطقيا إلى تمدد المساحات المحيطية فيحدث تراجع بحري عام. بعد ذلك عند انتهاء تكون الجبال تعود عملية التعرية لتسود، فيتم نقل المادة القارية بعد انتزاعها من الجبال الحديثة التكوين إلى أعماق المحيطات. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع بطيء لمستوى سطح البحر، كما تتعرض المساحات القارية لطغيان بحري شامل...
فعلى سبيل المثال، خلال آخر عصر جليدي (منذ 18000 سنة)، كان مستوى سطح البحر أخفض بمائة وعشرين (120) متر مما هو عليه الآن (الشكل4)..، بحيث إن خط الساحل كان أبعد – باتجاه وسط الأحواض البحرية- بعدة كيلومترات مما هو عليه حاليا. وخلال هذه الفترة التي كان فيها منسوب سطح مياه البحر منخفضا بشكل كبير، كانت قارة آسيا متصلة بألاسكا، الأمر الذي سمح – كما يظن العلماء- بهجرة الإنسان باتجاه أمريكا مشيا على الأقدام.
إن مثل هذه التأكيدات العلمية كثيرة جدا بحيث يصعب حصرها، وإنما اكتفينا ببعضها، بهدف إبراز وتبيان خطأ المعطى العلمي، الذي اعتبر حقيقة ثابتة ومستقرة في هذا الموضوع، فأدى إلى العجلة في إعلان وجود إعجاز عددي في القرآن الكريم بخصوصه.
وأحب أن أؤكد أن من أبجديات المعلومات العلمية، لدى أهل الاختصاص ولدى الطلبة (على حد سواء) في مجال علوم الأرض، أن مستوى سطح البحر (Sea Level) لا يعرف قرارا ولا استقرارا، وأن تغيراته مرتبطة ارتباطا وثيقا بتغير المناخ (السخونة warmوالبرودة Cold )، وبتغير نسب مساحة اليابسة والمياه على كوكب الأرض. وأن هذه التبدلات والتحولات تكون تارة باتجاه الزيادة وتارة باتجاه النقصان، وتمثل خاصية من أهم خصائص الزمن الرابع الذي نعيش حاليا ثاني عصريه (الهولوسين). وما هذه النسب المتداولة اليوم، والمبثوثة في الكتب والمقررات الدراسية وغيرها.. إلا قياسات لمساحات التضاريس الحالية لكوكب الأرض، يقول الدكتور زغلول النجار في معرض تفسيره لقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} (الذاريات:48) : "تقدر مساحة سطح الأرض الحالية بحوالي 510 ملايين كيلومتر مربع، منها 149 مليون كيلومتر مربع يابسة تمثل حوالي 29% من مساحة الأرض، و361 مليون كيلومتر مربع مسطحات مائية تمثل الباقي من مساحة سطح الأرض (71%)...".
ويبين الشكل6 تطور نسبة مساحة سطح اليابسة (Land) إلى مساحة المحيطات (Oceans)، عبر امتداد الحقب والعصور والأزمنة الجيولوجية الموسومة بتواجد الحياة خلالها على وجه الأرض (منذ حوالي 570 مليون سنة). وهو ما يفند ما زعمه البعض، من كون دراسات العلماء قد بينت أن أية زيادة أو نقصان في نسب مساحة سطح اليابسة إلى مساحة سطح المحيطات، قد يحول دون ظهور الحياة. فالشكل يوضح أن هذه النسبة ما فتأت تتأرجح على مر العصور في الوقت الذي عرفت فيها مظاهر الحياة النباتية والحيوانية نموا مطردا، كان آخر تمظهراته خلق الإنسان واستخلافه في الأرض، بعد أن سخرها له الله وهيأ له فيها جميع سبل العيش وأسبابه، مصداقا لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (البقرة:29).
خاتمة.
لقد سعيت في هذا البحث، إلى إبراز قيمة وأهمية الشروط والضوابط والمحترزات الصارمة، التي وضعها أهل الخبرة لكل من أراد الاشتغال في مجال الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، بهدف حماية الأبحاث المنجزة من الزلل ومن الشطط. وذلك حتى تقطع الطريق على أولئك المرجفين (من بني جلدتنا ومن خصوم الأمة وأعدائها)، الذين لا يفتئون يتحينون الفرصة تلو الفرصة للتشكيك في هذا الدين، وإبعاد الناس عن الاهتداء به وإليه، تارة بالنيل من شخص رسولنا الكريم – صلوات الله وسلامه عليه- والإساءة إليه والاستهزاء برموز الإسلام، وتارة بالطعن في القرآن الكريم والتشكيك في مصدريته الإلهية، وأخرى بمحاولة صرف الناس عن السنة النبوية الشريفة بدعوى أنها أقوال وأفعال ومقررات بشر عادي... من خلال الركوب على ما قد يبدو أنه تناقضات في النص القرآني أو الحديثي، أو إشارات فيها قد يتوهم عدم توافقها مع حقائق العلم الحديث.
ولعله قد تبين بالمثال الذي عرضته، كيف أن التساهل في الأخذ بهذه الضوابط والشروط أو الإخلال بها (أو ببعضها)، من شأنه أن يؤدي إلى استنتاجات خاطئة والقول بأوجه للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة لا وجود لها حقيقة.
ولابد من الإشارة في الأخير، إلى أن الباحث الذي يلتزم بهذه الضوابط والشروط قدر المستطاع ويستفرغ وسعه ولا يأل جهدا في الدرس والبحث والتمحيص، إذا خلص إلى نتيجة تبين خطأها فيما بعد. فإن خطأه مغتفر بل إنه يؤجر عليه بإذن الله، وخطأه ذاك لا يحط من قيمته ومكانته العلمية في شيء، كما لا ينال ذلك الخطأ من جهة الباحث المفسر من قدسية مقررات القرآن {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42). وهي ذريعة يستشهد بها معارضو أبحاث الإعجاز العلمي الذين لا يرون جواز تفسير النص المقدس الثابت بمعطى علمي نسبي لا يفتأ يتبدل ويتغير مع الزمن.
للتواصل مع الكاتب: أ. خلاف الغالبي
(أستاذ باحث. شعبة الجغرافيا. كلية الآداب. جامعة محمد الأول- المغرب)
البريد الاليكتروني: elghalbi@menara.ma
http://e3jaz.way2allah.com/modules.php?name=News&file=article&sid=133
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى