الكفر الأصغر ؟!
صفحة 1 من اصل 1
الكفر الأصغر ؟!
الكفر الأصغر
وهذا النوع من الكفر موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود .. أنواعه ستة :-
1- الطعن في النسب :
2- النياحة :
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : "اثنتان فى أمتي هما بهم كفر : الطعن فى النسب والنياحة"[1]
3- الذين يصدقون الكهان والعرافين : قال صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"[2]
4- قتال المسلمين بعضهم بعضا : قال صلى الله عليه وسلم : "لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " [3]
وقال تعالى: { يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرّ بِالْحُرّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالاُنثَىَ بِالاُنْثَىَ فَمَنْ
عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مّن رّبّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[4]
5-- كفر النعمة :
قال تعالى: { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ
اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[5]
6- الحلف بغير الله :
قال تعالى: { وَلاَ تُطِعْ كُلّ حَلاّفٍ مّهِينٍ}[6]
و قال تعالى: { وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ أَن تَبَرّواْ وَتَتّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[7]
وقال صلى الله عليه وسلم : "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " رواه الشيخان
والقصد أن المعاصي كلها من نوع الكفر الأصغر لأنه ضد الشكر الذي هو العمل بالطاعة .
المنافقون
بين الله سبحانه وتعالى الصفات الواضحة للمنافقين فى القرآن .. وهم أسوأ من الكفار ، إذ أن مكانهم الدرك الأسفل من النار أي أنهم مقدمون على الكفار في العذاب .
خصال المنافقين
المنافقون لابد أن يكون فيهم خصلة من الخصال أو الصفات التى ذكرها الله عن المنافقين وهي :
الدليل من القرآن
صفاتهم
[1]- يخادعون الله :
فالمنافقون لا يقومون الى الصلاة إلا كسالى مراءاة للناس ، لا يذكرون الله إلا قليلا. مترددين بين الكفروالإيمان مع الميل الى الجهة التى فيها السلطة .
قال تعالى: { إِنّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوَاْإِلَى الصّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىَ يُرَآءُونَ النّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ
إِلاّ قَلِيلاً [142] مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَىَ هَـَؤُلآءِ وَلاَ إِلَى هَـَؤُلآءِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً}[25]
[2]- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف:
هم بخلاء لا ينفقون فى سبيل الله خوفا مــــن الفقر.. نسوا الله أي لا يذكرونه فنسيهم ولم يوفقهم للهداية.
قال تعالى: { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ
فَنَسِيَهُمْ إِنّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[26]
[3]- كذابون :
قال تعالى: {إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ
وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُهُ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}[27]
[4]- يأمرون غيرهم بالبخل:
ليسوا بخلاء فقط .. و إنما يأمرون غيرهم به ، ويحرضونهم على عدم الإنفاق على فقراء المدينة- حتى يحسوا الجوع وينفضوا من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله سبحانه وتعالى يوبخهم ويصفهم بأنهم لا يفقهون أن خزائن السماوات والأرض ملك الله.
قال تعالى: {هُمُ الّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىَ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللّهِ
حَتّىَ يَنفَضّواْ وَلِلّهِ خَزَآئِنُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَـَكِنّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ}[28]
[ 5]- يحاولون السيطرة على المؤمنين :
يعتقدون أنهم يستطيعون أن يسيطروا على المؤمنين ويذلوهم ولكن المولى عز وجل يرد عليهم ويكشف غيظ
قلوبهم ..
وقال تعالى: { يَقُولُونَ لَئِن رّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْهَا
الأذَلّ وَلِلّهِ الْعِزّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـَكِنّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}[29]
وقال محمد بن إسحاق بن يسار حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله بن عبد الله بن أبي لما بلغه ما كان من أمر أبيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه فإن كنت فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمسي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا" وذكر عكرمة وابن زيد وغيرهما أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد الله بن عبد الله هذا على باب المدينة واستل سيفه فجعل الناس يمرون عليه فلما جاء أبوه عبد الله بن أبي قال له ابنه وراءك فقال مالك ويلك؟ فقال والله لا تجوز من ههنا حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه العزيز وأنت الذليل فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إنما يسير ساقة فشكا إليه عبد الله بن أبي ابنه فقال ابنه عبد الله والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما إذا أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجز الآن.
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أرسل إلى عمر فدعاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أي عمر أكنت قاتله لو أمرتك بقتله؟" فقال عمر نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والله لو قتلته يومئذ لأرغمت أنوف رجال لو أمرتهم اليوم بقتله لقتلوه فيتحدث الناس أني قد وقعت علي أصحابي فأقتلهم صبرا"
فالعزة لله وحده ولرسوله والمؤمنين.. لو كره المنافقون وبالرغم
من قراءتهم للقرآن الكريم ولكنهم لا يعلمون حقيقة ما جاء به
لأنهم صم بكم عمي فهم لا يرجعون
[ 6] - يتهربون من القتال فى سبيل الله :
وذلك بالكذب والخداع ويقولون أنهم لا يعرفون القتال .. ولكن الله فضحهم وكشفهم لأنفسهم .
قال تعالى:{وَلْيَعْلَمَ الّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاّتّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ
مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}[30]
قال محمد بن إسحق: حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ومحمد بن يحيى بن حيان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبدالرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم قد حدث قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني حين خرج إلى أحد في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط بين أحد والمدينة انحاز عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس فقال: أطاعهم فخرج وعصاني ووالله ما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول: يا قوم أذكركم الله أن لا تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوكم قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكن لا نرى أن يكون قتال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم قال: أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل "هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان" استدلوا به على أن الشخص قد تتقلب به الأحوال فيكون في حال أقرب إلى الكفر وفي حال أقرب إلى الإيمان لقوله "هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان" ثم قال تعالى "يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم" يعني أنهم يقولون القول ولا يعتقدون صحته ومنه قولهم هذا "لو نعلم قتالا لاتبعناكم فإنهم يتحققون أن جندا من المشركين قد جاءوا من بلاد بعيدة يتحرقون على المسلمين بسب ما أصيب من أشرافهم يوم بدر وهم أضعاف المسلمين أنه كائن بينهم قتالا لا محالة ولهذا قال تعالى "والله أعلم بما يكتمون". [ تفسير ابن كثير]
قال تعالى:{فَرِحَ الْمُخَلّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُوَاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ
فِي الْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنّمَ أَشَدّ حَرّاً لّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}[31].
يقول تعالى ذاما للمنافقين المتخلفين عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وفرحوا بقعودهم بعد خروجه " وكرهوا أن يجاهدوا " معه " بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا " أي بعضهم لبعض " لا تنفروا في الحر " وذلك أن الخروج في غزوة تبوك كان في شدة الحر عند طيب الظلال والثمار فلهذا قالوا " لا تنفروا في الحر " قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم " قل " لهم " نار جهنم " التي تصيرون إليها بمخالفتكم " أشد حرا " مما فررتم منه من الحر بل أشد حرا من النار
عن ثابت عن أنس قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " نارا وقودها الناس والحجارة " قال " أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى احمرت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء كالليل لا يضيء لهيبها ". وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث تمام بن نجيح وقد اختلف فيه عن الحسن عن أنس رفعه " لو أن شرارة بالمشرق - أي من نار جهنم - لوجد حرها من بالمغرب ". وروى الحافظ أبو يعلي عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن أبي عبيدة الحداد عن هشام بن حسان عن محمد بن شبيب عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه " غريب. وقال الأعمش عن أبي إسحاق عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لمن له نعلان وشراكان من نار جهنم يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل لا يرى أن أحدا من أهل النار أشد عذابا منه وإنه أهونهم عذابا ". أخرجاه في الصحيحين ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز " كلا إنها لظى نزاعة للشوى " وقال تعالى " يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق " وقال تعالى " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال تعالى في هذه الآية الكريمة " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " أي لو أنهم يفقهون ويفقهون لنفروا مع الرسول في سبيل الله في الحر ليتقوا به من حر جهنم الذي هو أضعاف هذا ولكنهم كما قال الآخر: كالمستجير من الرمضاء بالنار وقال الآخر:
عمرك بالحمـــــــية أفنيـــته خوفا من البارد والحار
كان أولى لك أن تتقـــــــــي من المعاصي حذر النــار
دليل آخر على تهربهم من القتال في سبيل الله ودفع إخوانهم إليه أنهم اخوة للكفار يدفعونهم إلى القتال وأنهم سينصرون المؤمنين
قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنّكُمْ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ [11] لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نّصَرُوهُمْ لَيُوَلّنّ الأدْبَارَ ثُمّ لاَ يُنصَرُونَ}[32]
يخبر تعالى عن المنافقين كعبدالله بن أبي وأضرابه حين بعثوا إلى يهود بني النضير يعدونهم النصر من أنفسهم فقال تعالى "ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحـدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم" قال الله تعالى "والله يشهد إنهم لكاذبون" أي لكاذبون فيما وعدوهم به إما لأنهم قالوا لهم قولا من نيتهم أن لا يقول لهم به وإما لأنهم لا يقع منهم الذي قالوه.قال تعالى "ولئن قوتلوا لا ينصرونهم" أي لا يقاتلون معهم "ولئن نصروهم" أي قاتلوا معهم " ليولن الأدبار ثم لا ينصرون" وهذه بشارة مستقلة بنفسها.
[7] - لا يؤمنون باليوم الآخر فى أعمالهم وتصرفاتهم .ولكن إيمانهم بالقول فقط .
قال تعالى: { وَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ [8] يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ [9] فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [10] }[33]
[8]- يفسدون في الأرض بغير الحق ويعتقدون أنهم المصلحون..
قال تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ قَالُوَاْ إِنّمَا نَحْنُ
مُصْلِحُونَ [11] أَلآ إِنّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـَكِن لاّ يَشْعُرُونَ}[34]
[ 9] - لهم إيمان خاص بهم ليس كإيمان الناس
والله تعالى يقول فيهم : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ النّاسُ
قَالُوَاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ السّفَهَآءُ أَلآ إِنّهُمْ هُمُ السّفَهَآءُ وَلَـَكِن لاّ
يَعْلَمُونَ}[35]
[ 10]- شخصيتهم مترددة بين المؤمنين والكافرين إذا سألهم إخوانهم الشياطـين لماذا تتعاملون مع
المؤمنين؟ أجابوا بأنهم يسخرون منهم
(بأن نأخذهم على قدر عقولهم)
قال تعالى: { وَإِذَا لَقُواْ الّذِينَ آمَنُواْ قَالُوَا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىَ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوَاْ إِنّا مَعَكْمْ إِنّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ [14] اللّهُ
يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [15] أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ اشْتَرُواْ الضّلاَلَةَ بِالْهُدَىَ فَمَا رَبِحَتْ تّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ}[36]
[11]- إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين وان دعوتهم إلى
حكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رأيتهم معرضين
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىَ مَآ أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدُوداً}[37]
[ 12] - كثيرو الحلف بدون أى سبب أويعترض عليهم أحد .
ويحلفون ليحسب السامعأنهم صادقون .
قال تعالى: { اتّخَذُوَاْ أَيْمَانَهُمْ جُنّةً فَصَدّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِنّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[38]
قال تعالى: { اتّخَذْوَاْ أَيْمَانَهُمْ جُنّةً فَصَدّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ}[39]
[13]- يخلفون الوعد..
قال تعالى: { وَمِنْهُمْ مّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصّدّقَنّ وَلَنَكُونَنّ مِنَ الصّالِحِينَ [75] فَلَمّآ آتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلّواْ وّهُمْ مّعْرِضُونَ [76] فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىَ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ [77] أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنّ اللّهَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ} [سورة: التوبة - الأية:75- 78]
14-الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كشف لنا خصال المنافقين لنحذرهم . فقال فى حديث
" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب . و إذا وعد أخلف. إذا أؤتمن خان " [40]
وفى حديث آخر.
"أربعه من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كان فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب . وإذا وعد أخلف . وإذا عاهد غدر . وإذا خاصم فجر" [41]
إذا حدثوا كذبوا وغطوا كذبهم بالحلف . وان وعدوا أخلفوا وبرروا خلفهم بالحلف . وإذا ائتمنوا خانوا وإذا
خاصموا فجروا وإذا عاهدوا غدروا وإن قالوا لم ينصفوا وإن دُعوا إلى الطاعة وقفوا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما
أنزل الله والى الرسول صدفوا وإذا دَعَتْهم أهواؤهم أسرعوا إليها وانصرفوا.
ذكر عن الحسن البصري : "ما أمنه إلا منافق وما خافه إلا مؤمن ".
بعض الصحابة كان يقول في دعائه: "اللهم اني أعوذ بك من خشوع النفاق .
قيل وما خشوع النفاق ؟؟ قال أن يرى البدن خاشعا والقلب ليس بخاشع .
نداء ورجاء يا أخي المسلم إذا كانت فيك خصلة من خصال النفاق فبادر بالتخلص منها . ولا تصادق منهم أحدا ..
فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران يوم القيامة .
تجديد العهد مع الله ألا يعبد غيره:
هل يعلم المصلى كم مرة يجدد العهد مع الله بأنه لا يعبد غيره فى اليوم والليلة ؟؟!
و كيف يجدد العهد من لا يعرف ما يبطله وهو الشرك والكفر والنفاق ؟؟
لقد أخذ الله العهد على كل إنسان وهو فى ظهر أبيه آدم أن يكون عبدا لله وحده ، ولا يشرك به شيئا.
ولذلك عندما يقول العبد لربه [إِيَّاكَ نَعْبُدُ] فإنه يقر بعبادته وحده، ويجدد العهد سبعة عشر مرة فى اليوم والليلة مع
خالقه الذى أخذه عليه وهو فى ظهر أبيه آدم .
وهو بذلك يقر بأنه ملتزم بالتوحيد بعيدا عن الشرك والكفر والنفاق .. يقول سبحانه وتعالى مذكرا بنو آدم بالعهد بأن يعبدوه ولا يعبدوا غيره :
قال تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِيَ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَىَ شَهِدْنَآ أَن
تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هَـَذَا غَافِلِينَ}[42]
قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَبَنِيَ آدَمَ أَن لاّ تَعْبُدُواْ الشّيطَانَ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ} [60] وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـَذَا صِرَاطٌ مّسْتَقِيمٌ}[43]
ومن تمام { إياك نعبد } الوفاء بهذا العهد والميثاق حتى ينال رضا الله .
قال تعالى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّىَ يَبْلُغَ أَشُدّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلّفُ
نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىَ وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ}[44]
وقال تعالى:{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّىَ يَبْلُغَ أَشُدّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}[45]
و قال تعالى:{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيَ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيّايَ فَارْهَبُونِ}[46]
وقال تعالى: { إِنّ الّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ اللّهُ
وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[47]
وعندما ينادى العبد ربه بلغة الجمع [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ] فذلك لأنه يعرف أن الجماعة كلها لهم إله واحد وربهم واحد ،
ودينهم واحد ، ورسولهم واحد ، وقرآنهم واحد ،
قال تعالى: { إِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[48]
الأركان الأربعة للعبادة التامة
نداؤك وخطابك لله سبحانه وتعالى ب [ إياك نعبد ] يحتاج لأربع قواعد :
التحقق مما يحبه الله ورسوله ويرضاه من قول اللسان والقلب ، وعمل القلب والجوارح.
فالعبودية اسم جامع لهذه القواعد الأربع . أوضحها فيما يلى :-
[1]- قول القلب :
هو اعتقاد ما أخبر الله به عن نفسه على لسان رسله . وعن أسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وملائكته ولقائه .
[2]- قول اللسان :
الإخبار عنه بذلك ، والدعوة إليه ، والدفاع عنه ، وتبيين بطلان البدع المخالفة له ، والقيام بذكره ، وتبليغ أوامره .
[3]- عمل القلب :
كالمحبة له والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والخوف والرجاء له ، وإخلاص الدين له ، والصبر على أوامره
ونواهيه، وعلى أقداره والرضا به وعنه، والموالاة فيه والمعاداة له ، والذل والخضوع له ، والإخبات إليه ،
والطمأنينة له ، وغير ذلك من أهمال القلوب .
وعمل الجوارح بدون عمل القلب عديم المنفعة أو قليل المنفعة .
وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم [ إنما الأعمال بالنيات ][49] .
[4] أعمال الجوارح :
الصلاة والجهاد فيها ، ونقل الأقدام إلى الجمعة والجماعات ، ومساعدة العاجز ، والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك
من الأعمال الخيرة .
فالإيمان هو قول القلب . والعمل الصالح ينتج من قول اللسان وعمل القلب ، وفعل الجوارح الموافق لشرع الله .
فإذا تطابقت وتوافقت النية وفعل الجوارح مع كلام الإنسان كان من الفائزين .
------------------------------------
[1] - رواه مسلم وأحمد عن أبى هريرة
[2] - رواه الترمذى وابن ماجة
[3] - أخرجه البخارى (6166) ومسلم 66 أبو داوود 4686/ وابن ماجة 9343
[4] -[سورة: البقرة - الآية: 178]
[5] -[سورة: النحل - الآية: 112]
[6] -[سورة: القلم - الآية: 10]
[7] -[سورة: البقرة - الآية: 224]
[25] -[سورة: النساء - الآية:142- 143]
[26] -[سورة: التوبة - الآية: 67]
[27] -[سورة: المنافقون - الآية: 1]
[28] -[سورة: المنافقون - الآية: 7]
[29] -[سورة: المنافقون - الآية: 8]
[30] -[سورة: آل عمران - الآية: 167]
[31] -[سورة: التوبة - الآية:81]
[32] -[سورة: الحشر - الآية:11- 12]
[33] -[سورة: البقرة - الآية:8- 10]
[34] -[سورة: البقرة - الآية:11-- 12]
[35] -[سورة: البقرة - الآية: 13]
[36] -[سورة: البقرة - الآية: 16]
[37] -[سورة: النساء - الآية: 61]
[38] -[سورة: المنافقون - الآية: 2]
[39] -[سورة: المجادلة - الآية: 16]
[40] - رواه البخارى ومسلم
[41] - رواه البخارى ومسلم
[42] -[سورة: الأعراف - الآية: 172]
[43] -[سورة: يس - الآية:60- 61]
[44] - [سورة: الأنعام - الآية: 152]
[45] -[سورة: الإسراء - الآية: 34]
[46] -[سورة: البقرة - الآية: 40]
[47] -[سورة: آل عمران - الآية: 77]
[48] -[سورة: الأنبياء - الآية: 92]
[49] -1946 فتح البارى- البخارى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى