الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا عن القضاء والقدر ؟

اذهب الى الأسفل

ماذا عن القضاء والقدر ؟ Empty ماذا عن القضاء والقدر ؟

مُساهمة  Admin الأربعاء سبتمبر 03, 2014 5:40 am

ماذا عن القضاء والقدر؟ -
من كتاب الغزالى «مائة سؤال عن الإسلام» ماذا عن القضاء والقدر؟ -
هناك مسىء ينتظره العقاب، ومحسن ينتظره الثواب.. أمر لا مفر منه.. ولكن بعض الناس يقول «هذا الامتحان مزوّر والنتائج مغشوشة، والله هيّأ للجنة أناسا، وأجرى الأمور كما شاء، وستر مشيئته وراء فصول هذه التمثيلية الهزلية!»، وتساءل أحدهم «كيف يكون للإنسان اختيار وإرادة الله نافذة فى خلقه جميعا؟».

الشيخ الراحل محمد الغزالى فسّر الإشكالية المتعلقة بـ«هل الإنسان مسيّر أم مخيّر» فى كتابه «مئة سؤال عن الإسلام» الصادر عن دار نهضة مصر للنشر، وقال «نحن نعلم أن الإنسان إذا أراد الذهاب إلى المسجد أو إلى الخمّارة بقى قلبه يدق بقدر الله، وبقى جهازه العصبى يصدر أوامر إلى الأقدام لتتحرك بقدر الله، وبقيت الأرض دون خسف ولا زلزال باسم الله، فهل معنى ذلك أن الله هو الذى دفع هذا إلى المسجد دفعا، ودفع ذلك إلى الخمارة دفعا؟ كلا إن للإنسان إرادة حرة بها كلف وبها صحّ اختياره وبها تم جزاؤه، وكون الله أعانه على ما أراد لنفسه أو أمده بالتيار الكهربى الذى أنار بيته لا ينفى مسئوليته التامة عما فعل».

«سوء الفهم لآيات القرآن الكريم، وجنون الجدل الذى مسّ بعض العلماء أدى إلى معالجة كثير من الناس لمعالجة قضاياه الدينية بمنطق من زرع حشيشا أو أفيونا أو نبتا مخدّرا، ثم وقف أمام القضاء يدافع عن نفسه قائلا «كيف أحاسب على ما زرع الله؟ صحيح أنى وضعت بذرة تافهة، لكن من الذى نماها وحملها ثمرها؟ إنه القائل «أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ»، (الواقعة: 64).

يشير الغزالى للآية القرآنية «وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ 36 وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ» الزمر، ويقول: «الإرادة ميزة محققة مؤكدة فى الكيان الإنسانى، بها تميز عن الجماد الأصم والحيوان الأعجم، وبها يعلو أو يهوى ويشكر ويكفر، وعندما يتجه المرء بمحض اختياره إلى الإحسان والإساءة، فإن تيار الإرادة المبعوث فى أرجاء الوجود طيّع بين أصابعه، إن شاء أضاء فمشى فى النور، أو أطفأ فخبط فى الظلام».

ولنسأل أنفسنا من الذين يشاء الله إضلالهم ولنسمع الإجابة من القرآن نفسه، قال تعالى «كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ»، (المدّثر: 31)، و«إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ»، (الزمر: 3)، ومن هنا نجد أن الأمر ليس إذن لىّ عنان رجل صالح كى يتعرض لعذاب الله، لأن الله شاء إضلاله وتعذيبه، كلا وحاشا لله الكريم العدل أن يفعل ذلك، ولكن هذا امرؤ اتجه إلى الشر فدفعته الأقدار فى طريقه الذى اختاره، وكلما أوغل الشرير فى الطريق زاد سمك الغشاوة الموجودة على بصيرته، فيظلم القلب ويعجز أهل الأرض عن إنارته».

يقول الغزالى «الأساس أن هذا الذى أراد الله إضلاله، أضلّ نفسه أولا، فأتم الله له مراده كما قال «فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ»، الصف: 5، ومن السفاهة الظن بأن الله أضلّ طالب هدى، فكما يشاء الله إضلال هؤلاء يهدى إلى الحق من ابتغاه «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ»، يونس: 9، و«وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ»، (الرعد:27).

ويشير الغزالى إلى آية أخرى «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقا حَرَجا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ»، (الأنعام: 125)، وهو يوضّح «أن الرجس الذى خنق صدورهم نشأ عن عدم إيمانهم، فلما رفضوا الإيمان وغصّت به حلوقهم جوزوا بهذا الضيق والحرج، أما الذين رضوا بالحق واستراحوا إليه فقد استحقوا الهداية العليا وكوفئوا بشرح الصدر». إلا أن الاختيار بين النهجين يصحب المرء فى كل يوم، بل فى كل لحظة، وهذا هو السر فى أننا نطلب من الله الهدى فى صلواتنا اليومية، وما أشبه الإنسان بزورق هشّ الصنع، يعوم فى بحر يغشاه موج، هنا يتشبث الإنسان بالتوفيق الإلهى ويسأل ربه النجاة.

اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=05082012&id=27d79dc9-2dc1-46ab-a2d2-aebec9c46edc

Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى