حصاد الغرور للشيخ محمد الغزالى
صفحة 1 من اصل 1
حصاد الغرور للشيخ محمد الغزالى
حصاد الغرور
أحس قلقا بالغا على مستقبل الإسلام وأمته وأوطانه ٬ فإن القوى المخاصمة له تطمع في استئصال حقيقته٬ واستباحة بيضته.
وهى ترى أن الظروف ملائمة لبلوغ هذه الغاية الهائلة..!
وعندما أنظر إلى الواقع الكئيب أجد أعداءنا يتقدمون بخطا وئيدة وخطط صريحة حينا٬ ماكرة حينا آخر.. ولكنها خطط مدروسة على كل حال٬ محسوبة المبادئ والنهايات٬ لا مكان فيها للدعاوى والمغالطات٬ ولا للارتجال والمجازفات..! أما نحن المسلمين فعلى العكس من ذلك كله.. وقد نكسب تقدما ما في بعض الميادين وسرعان ما نفقد ثماره في ميادين أخرى تكون خسائرنا فيها أبهظ..
وعندما أشعر بأن حلقات الحصار تضيق حول الإسلام٬ وأن مكاسب عداته تكثر على مر الأيام أتساءل: هل وعى تاريخنا الطويل أحوالا في مثل هذه القساوة والخباثة؟ وأتردد في الجواب قليلا!! لقد سقطت الدولة الإسلامية قديما٬ وناوشها الأعداء من الشرق والغرب٬ واحتلوا عواصمها ٬ وألحقوا بها أفدح الخسائر.. ومع ذلك نهضت من عثرتها واستأنفت المسير٬ فلم لا تكون ظروف اليوم كظروف الأمس؟
وأقول لنفسي: لعل!! ثم أدرك أننى أغالط٬ لأسباب ينبغى شرحها إن أردنا مواجهة الحقيقة والنجاة من عواقب الخداع..
لقد أقام ا لاستعمار العالمي ` إسرائيل ` في أرضنا من عشرين سنة وكان الإنجليز قبل ذلك بثلاثين سنة يخلقون الجو الذي يمهد لقيام إسرائيل ويستجلبون اليهود من كل بلد لينشئوا على أنقاضنا كيانهم الجديد.. وإذا كانت هذه السنوات الخمسون قد وعت الإعداد والتنفيذ في فلسطين فإنها قد وعت أيضا التدويخ والتفتيت للعرب حول فلسطين٬ من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر كما يحلو للبعض أن يصف حدود الأمة العربية التائهة..!!
ونشرح ما نعنى فنقول: إن اليهود الذين بدأ استجلابهم من سنة 1917 لم يضيعوا ساعة عبثا.. لكأنهم تمثلوا بقول الشاعر: قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد..!! فشرعوا لفورهم يحولون اليهودية إلى عقيدة بعث وبذل٬ وفداء وإخاء! ثم كرسوا أعمارهم لعمل موصول الجهاد بالليل والنهار.. وأخذت أوروبا وأمريكا تمدان جرثومة العدوان الجديد بما تشاء كى تضمنا لها التفوق والنصر. أما العرب فإنهم في أرضهم الواسعة كانوا يمضون منحدرين إلى القاع.. العقيدة في بلادهم وهى الإسلام تذبل وتنكمش ٬ وروح الجهاد تناوشها اللذات المطلوبة والشهوات الغالبة. الخمسون السنة التي أعقبت وعد بلفور شهدت إحياء لليهودية وللقتال من أجلها في فلسطين!! وشهدت في الوقت نفسه إماتة للإسلام٬ أو إضاعة لتعاليمه وشرائعه٬ أو إهانة لحدوده وحقوقه٬ أو تنكرا لعنوانه وشعاره في الأرض العربية من المحيط إلى الخليج٬ مع حذف وصفي `الثائر الهادر` لحدود هذه الأمة العربية الجديدة التي خلقها البعثيون والقوميون!!. تلك الأمة التي رأت بدولها الأربعة عشر أن توهى صلتها بالأمة الإسلامية الكبرى٬ لأنها أوهت صلتها بالإسلام ذاته..! وجاءت النتائج كما رسم الاستعمار الذي أقام إسرائيل..
انهزم العرب أمام اليهود من سنة 1948 إلى سنة 1967 في حروب متتابعة. والسبب واضح فإن روح اللهو لا تغلب روح الجد٬ وفاقد الإيمان لا يقاوم من يتحركون بيقين راسخ.. والواقع أن اليهود كسبوا معاركهم ضدنا منذ أفلح الغزو الثقافي في زحزحتنا عن ديننا٬ وتهوين قيمه ومثله وأحكامه أمام أعيننا٬ ومنذ أفلح في خلق شباب يقاد من غرائزه الجنسية، ويغرى بعبادة الحياة الدنيا وينسى ربه وآخرته.. إن مصدر خشيتى على الإسلام هو موقف العرب من دينهم! إن العرب يريدون أن يدخلوا بغير دين في معركة دينية.. ومع أن مطارق الهزيمة التي وقعت على أم رأسهم كانت كفيلة بإزالة هذا الوهم إلا أن عملاء الشيطان يستميتون في مكافحة هذه اليقظة٬ والحيلولة دون اعتناق العرب للإسلام٬ كلا لا يتجزأ.. ولا يستغربن أحد هذا التعبير!! فإن العودة إلى الإسلام لا تقبل إذا كانت كلمات تمرق من الأفواه ولا علاقة لها بالواقعين الفردي والاجتماعى.. لكى تكون العودة إلى الإسلام صحيحة لابد من أمور ثلاثة:
كتاب حصاد الغرور للتحميل
http://www.4shared.com/rar/PV7TBhp1/Hayth_-__-___.html
أحس قلقا بالغا على مستقبل الإسلام وأمته وأوطانه ٬ فإن القوى المخاصمة له تطمع في استئصال حقيقته٬ واستباحة بيضته.
وهى ترى أن الظروف ملائمة لبلوغ هذه الغاية الهائلة..!
وعندما أنظر إلى الواقع الكئيب أجد أعداءنا يتقدمون بخطا وئيدة وخطط صريحة حينا٬ ماكرة حينا آخر.. ولكنها خطط مدروسة على كل حال٬ محسوبة المبادئ والنهايات٬ لا مكان فيها للدعاوى والمغالطات٬ ولا للارتجال والمجازفات..! أما نحن المسلمين فعلى العكس من ذلك كله.. وقد نكسب تقدما ما في بعض الميادين وسرعان ما نفقد ثماره في ميادين أخرى تكون خسائرنا فيها أبهظ..
وعندما أشعر بأن حلقات الحصار تضيق حول الإسلام٬ وأن مكاسب عداته تكثر على مر الأيام أتساءل: هل وعى تاريخنا الطويل أحوالا في مثل هذه القساوة والخباثة؟ وأتردد في الجواب قليلا!! لقد سقطت الدولة الإسلامية قديما٬ وناوشها الأعداء من الشرق والغرب٬ واحتلوا عواصمها ٬ وألحقوا بها أفدح الخسائر.. ومع ذلك نهضت من عثرتها واستأنفت المسير٬ فلم لا تكون ظروف اليوم كظروف الأمس؟
وأقول لنفسي: لعل!! ثم أدرك أننى أغالط٬ لأسباب ينبغى شرحها إن أردنا مواجهة الحقيقة والنجاة من عواقب الخداع..
لقد أقام ا لاستعمار العالمي ` إسرائيل ` في أرضنا من عشرين سنة وكان الإنجليز قبل ذلك بثلاثين سنة يخلقون الجو الذي يمهد لقيام إسرائيل ويستجلبون اليهود من كل بلد لينشئوا على أنقاضنا كيانهم الجديد.. وإذا كانت هذه السنوات الخمسون قد وعت الإعداد والتنفيذ في فلسطين فإنها قد وعت أيضا التدويخ والتفتيت للعرب حول فلسطين٬ من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر كما يحلو للبعض أن يصف حدود الأمة العربية التائهة..!!
ونشرح ما نعنى فنقول: إن اليهود الذين بدأ استجلابهم من سنة 1917 لم يضيعوا ساعة عبثا.. لكأنهم تمثلوا بقول الشاعر: قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد..!! فشرعوا لفورهم يحولون اليهودية إلى عقيدة بعث وبذل٬ وفداء وإخاء! ثم كرسوا أعمارهم لعمل موصول الجهاد بالليل والنهار.. وأخذت أوروبا وأمريكا تمدان جرثومة العدوان الجديد بما تشاء كى تضمنا لها التفوق والنصر. أما العرب فإنهم في أرضهم الواسعة كانوا يمضون منحدرين إلى القاع.. العقيدة في بلادهم وهى الإسلام تذبل وتنكمش ٬ وروح الجهاد تناوشها اللذات المطلوبة والشهوات الغالبة. الخمسون السنة التي أعقبت وعد بلفور شهدت إحياء لليهودية وللقتال من أجلها في فلسطين!! وشهدت في الوقت نفسه إماتة للإسلام٬ أو إضاعة لتعاليمه وشرائعه٬ أو إهانة لحدوده وحقوقه٬ أو تنكرا لعنوانه وشعاره في الأرض العربية من المحيط إلى الخليج٬ مع حذف وصفي `الثائر الهادر` لحدود هذه الأمة العربية الجديدة التي خلقها البعثيون والقوميون!!. تلك الأمة التي رأت بدولها الأربعة عشر أن توهى صلتها بالأمة الإسلامية الكبرى٬ لأنها أوهت صلتها بالإسلام ذاته..! وجاءت النتائج كما رسم الاستعمار الذي أقام إسرائيل..
انهزم العرب أمام اليهود من سنة 1948 إلى سنة 1967 في حروب متتابعة. والسبب واضح فإن روح اللهو لا تغلب روح الجد٬ وفاقد الإيمان لا يقاوم من يتحركون بيقين راسخ.. والواقع أن اليهود كسبوا معاركهم ضدنا منذ أفلح الغزو الثقافي في زحزحتنا عن ديننا٬ وتهوين قيمه ومثله وأحكامه أمام أعيننا٬ ومنذ أفلح في خلق شباب يقاد من غرائزه الجنسية، ويغرى بعبادة الحياة الدنيا وينسى ربه وآخرته.. إن مصدر خشيتى على الإسلام هو موقف العرب من دينهم! إن العرب يريدون أن يدخلوا بغير دين في معركة دينية.. ومع أن مطارق الهزيمة التي وقعت على أم رأسهم كانت كفيلة بإزالة هذا الوهم إلا أن عملاء الشيطان يستميتون في مكافحة هذه اليقظة٬ والحيلولة دون اعتناق العرب للإسلام٬ كلا لا يتجزأ.. ولا يستغربن أحد هذا التعبير!! فإن العودة إلى الإسلام لا تقبل إذا كانت كلمات تمرق من الأفواه ولا علاقة لها بالواقعين الفردي والاجتماعى.. لكى تكون العودة إلى الإسلام صحيحة لابد من أمور ثلاثة:
كتاب حصاد الغرور للتحميل
http://www.4shared.com/rar/PV7TBhp1/Hayth_-__-___.html
مواضيع مماثلة
» حصاد الغرور للشيخ محمد الغزالى
» هذا ديننا للشيخ محمد الغزالى
» ظلام من الغرب للشيخ محمد الغزالى
» الفساد السياسى للشيخ محمد الغزالى
» هموم داعية للشيخ محمد الغزالى
» هذا ديننا للشيخ محمد الغزالى
» ظلام من الغرب للشيخ محمد الغزالى
» الفساد السياسى للشيخ محمد الغزالى
» هموم داعية للشيخ محمد الغزالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى