تأملات فى الدين والحياة للشيخ محمد الغزالى
صفحة 1 من اصل 1
تأملات فى الدين والحياة للشيخ محمد الغزالى
تأملات في الدين والحياة
لم أكن أتخيل في طفولتي ولا يفاعتى أنني سأكون يوما ما داعية إلى الدين. وما حسبت ولا حسب القريبون منى أنني أصلح للعمل في هذا الميدان الذي تواضع الناس على ترشيح أقوام معينين له ٬ يمتازون بطراز خاص من الخلق والسلوك ٬ ويضفى المجتمع عليهم تقاليد دقيقة تتحكم في بيئاتهم وهيئاتهم... وسائر مناحي حياتهم. إنني لا أطيق التزمت ٬ ولو تكلفته ما أحسنته! وأحب أن أسترسل مع سجيتي في أخذ الأمور وتركها ٬ وقلما أكترث للتقاليد الموضوعة...
والمفروض أن اللازمة الأولى في رجال الدين كما يسمون أنهم أهل توقر وسكون. وأنا أجنح إلى المرح عن رغبة عميقة ٬ وأتلمس الجوانب الضاحكة في كل شيء ٬ وأود لو استطعت أن أعيش هاشا باشا... والمفروض أن الناس يتوقعون من أمثالنا تواصل الأحزان ٬ وإطراق الكآبة ٬ وحتى يكون تذكيره بالآخرة ٬ وإنذاره العصاة بالنار ٬ متفقا مع مخايل الجد والعبوس التي لا تفارق وجهه أبدآ!!
ثم إني شعبي في تصرفي ٬ لو كنت ملكا لأبيت إلا الانتظام في سلك الأخوة المطلقة مع الجماهير الدنيا٬ أخدمهم ويخدمونني على سواء! وقد فكر أحد الفراشين أن يزوجني ابنته٬ يحسبني غير متزوج! وضحكت مسرورا ٬ لأن الرجل لم يلمح في نفسي أثارة من كبرياء تصده عنى أو تصدني عنه٬ برغم ما يفرضه الناس بيننا من تفاوت شاسع في الطبقات!! ولماذا أمضى في شرح نفسي؟
وماذا يعنى القراء من ذلك؟ الذي يهم أن مؤهلات `رجل الدين ` الذي يمشى رويداً ٬ وينحصر في حدود حكمة من المراسم ٬ ويشرف من قمته على الناس ٬ ويرسل يده لتقبلها العامة.. إلى آخر كل ذلك كان وما زال بعيداً عنى. وقد تكون الأيام غيرت منى ٬ والتجارب القاسية علمتنى ٬ فجعلتنى وأنا الضحوك المبتهج أغوص في بحار من الأكدار ٬ أو أتحرى موضع قدمى وأنا أسير بين الناس...
كتاب تأملات فى الدين والحياة للتحميل
http://www.4shared.com/rar/nwmMOS-h/Hayth_-__-____.html
لم أكن أتخيل في طفولتي ولا يفاعتى أنني سأكون يوما ما داعية إلى الدين. وما حسبت ولا حسب القريبون منى أنني أصلح للعمل في هذا الميدان الذي تواضع الناس على ترشيح أقوام معينين له ٬ يمتازون بطراز خاص من الخلق والسلوك ٬ ويضفى المجتمع عليهم تقاليد دقيقة تتحكم في بيئاتهم وهيئاتهم... وسائر مناحي حياتهم. إنني لا أطيق التزمت ٬ ولو تكلفته ما أحسنته! وأحب أن أسترسل مع سجيتي في أخذ الأمور وتركها ٬ وقلما أكترث للتقاليد الموضوعة...
والمفروض أن اللازمة الأولى في رجال الدين كما يسمون أنهم أهل توقر وسكون. وأنا أجنح إلى المرح عن رغبة عميقة ٬ وأتلمس الجوانب الضاحكة في كل شيء ٬ وأود لو استطعت أن أعيش هاشا باشا... والمفروض أن الناس يتوقعون من أمثالنا تواصل الأحزان ٬ وإطراق الكآبة ٬ وحتى يكون تذكيره بالآخرة ٬ وإنذاره العصاة بالنار ٬ متفقا مع مخايل الجد والعبوس التي لا تفارق وجهه أبدآ!!
ثم إني شعبي في تصرفي ٬ لو كنت ملكا لأبيت إلا الانتظام في سلك الأخوة المطلقة مع الجماهير الدنيا٬ أخدمهم ويخدمونني على سواء! وقد فكر أحد الفراشين أن يزوجني ابنته٬ يحسبني غير متزوج! وضحكت مسرورا ٬ لأن الرجل لم يلمح في نفسي أثارة من كبرياء تصده عنى أو تصدني عنه٬ برغم ما يفرضه الناس بيننا من تفاوت شاسع في الطبقات!! ولماذا أمضى في شرح نفسي؟
وماذا يعنى القراء من ذلك؟ الذي يهم أن مؤهلات `رجل الدين ` الذي يمشى رويداً ٬ وينحصر في حدود حكمة من المراسم ٬ ويشرف من قمته على الناس ٬ ويرسل يده لتقبلها العامة.. إلى آخر كل ذلك كان وما زال بعيداً عنى. وقد تكون الأيام غيرت منى ٬ والتجارب القاسية علمتنى ٬ فجعلتنى وأنا الضحوك المبتهج أغوص في بحار من الأكدار ٬ أو أتحرى موضع قدمى وأنا أسير بين الناس...
كتاب تأملات فى الدين والحياة للتحميل
http://www.4shared.com/rar/nwmMOS-h/Hayth_-__-____.html
مواضيع مماثلة
» تأملات فى الدين والحياة للشيخ محمد الغزالى
» هذا ديننا للشيخ محمد الغزالى
» الفساد السياسى للشيخ محمد الغزالى
» هموم داعية للشيخ محمد الغزالى
» هموم داعية للشيخ محمد الغزالى
» هذا ديننا للشيخ محمد الغزالى
» الفساد السياسى للشيخ محمد الغزالى
» هموم داعية للشيخ محمد الغزالى
» هموم داعية للشيخ محمد الغزالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى