الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا تعرف عن الاستعاذة ؟ ماذا تعرف عن البسملة ؟

اذهب الى الأسفل

ماذا تعرف عن الاستعاذة ؟   ماذا تعرف عن البسملة ؟  Empty ماذا تعرف عن الاستعاذة ؟ ماذا تعرف عن البسملة ؟

مُساهمة  Admin السبت يناير 08, 2011 2:04 pm

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين

الإستعاذة بالله
تعريف الإستعاذة:

هي طلب اللجوء إلى الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء و يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وطلب الحماية من الله والاعتصام به من شر الشيطان العاتي المتمرد ألا يضر الإنسان في دينه أو دنياه أو يصده عن فعل ما أمر الله به أو يساعده على فعل ما نهاه الله عنه .

لذلك يجب على الإنسان أن يطلب حماية الله الخالق السميع البصير العليم من همز الشيطان ولمزه ووساوسه .

متى تجب الاستعاذة بالله

1- قبل تلاوة القرآن الكريم :
الإستعاذة بالله تعنى طلب الحماية منه بعدم تدخل الشيطان فى فهمك للقرآن .. فعندما يبدأ المسلم فى تلاوة القرآن الكريم فإنه يقول أعوذ بالله .. أي أعتصم وأستجير بالمولى عز وجل .. فتأمل أمره سبحانه و تعالى بعد شرطه و خطابه المباشر في قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ [98] إِنّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىَ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىَ رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ) [سورة: النحل - الأية:98- 99]
وأنت يا أخى المسلم .. استعذ بالله كما كان يفعل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فكان يطلب من ربه الحماية رغم أنه معصوم من نزغ الشيطان .. فإن الشيطان لا يبعده عن الإنسان إلا الله رب العالمين .
طلب الحماية من الله مطلوب فى كل الأوقات وفى بداية كل عمل يستعاذ بالله من تدخل الشيطان فيه .. ولكنى أنصحك أن تحرص على الاستعاذة بالله من تدخل الشيطان فيه ..و أنصحك أن تحرص على الإستعاذة كما أمرنا الله فى الحالات الآتية :

2- عندما تجد تفكيرك أو عملك أو كلامك سيئاً فاستعذ بالله .. يقول تعالى: (وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [200] إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ) [سورة: الأعراف - الأية:200- 201]

تأمل يا أخي .. تأتى البشرى لك قبل أن تنتهى من قراءة الآية الكريمة .. يبشرك ملك الملوك
المولى عز وجل بأنه سامعك وعالم بحالك ومجيب لك .

3- عند سماعك الذين يجادلون في آيات الله بدون علم فاستعذ بالله .
قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيَ آيَاتِ اللّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاّ كِبْرٌ مّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّـهُ هُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة: غافر - الأية: 56]
4- عندما تتعامل مع المتكبرين أو الذين لا يؤمنون بالآخرة فاستعذ بالله.. يقول الله تعالى: (وَقَالَ مُوسَىَ إِنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُـمْ مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لاّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) [سورة: غافر - الأية: 27]

5- عند طلب الرحمة والمغفرة بخضوع وخشوع .. فاستعذ بالله يقول الله تعالى:
(قَالَ رَبّ إِنّيَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيَ أَكُن مّنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة: هود - الأية: 47]

6- طلب الحماية من المولى عز وجل من همزات الشياطين " أي وسوستهم " وحضورهم .. قال تعالى: (وَقُلْ رّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشّياطِينِ[97] وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ) [سورة: المؤمنون - الأية:97- 98]

7- طلب الحماية من الله من ظلمة الليل وشر نوائبه والسحر والحسد .. يقول تعالى:
قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ [1] مِن شَرّ مَا خَلَقَ [2] وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ [3] وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [4] وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة: الفلق - الأية:1- 5]

8- طلب الحمايـة الله مـن الوسوسـة الخفية من شياطين الإنس والجن يقول تعالى :
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ [1] مَلِكِ النّاسِ [2] إِلَـَهِ النّاسِ [3] مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ [4] الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ [5] مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ) [سورة: الناس - الأية:1- 6]

9- كما تجب الاستعاذة بالله فى الصلاة وعند دخول المسجد والخروج منه.

الاستعاذة بالله متكررة فى كل صلاة ، وقبلها . وليست الاستعاذة فى الصلاة فقط .. بل يمكنك يا أخى المسلم أن تطلب حماية ربك فى كل الأحوال وفى الحركات المتصلة بالصلاة .. خاصة فى الحالات التالية :-

)أ ( عند دخولك المسجد إِستعذ بالله وقل :
" أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم .
بسم الله : اللهم صلى على محمد . اللهم اغفر لى ذنوبي وافتح لى أبواب رحمتك"

( ب ) بعد تكبيرة الإحرام : إِستعذ بالله – عن نافع بن مطعم عن أبيه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى صلاة التطوع : الله العَظِيــمَ أكبر كبيرا ثلاث مرات والحمد لله كثيرا ثلاث مرات . اللهم انى أعوذ بك من الشيطان الرجيم. من همزه ونفثه ونفخه " قلت يارسول الله ما همزه ونفثه ونفخه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما همزه : فالموتة أي الصرع الذي يأخذ بنى آدم ومن معانى الهمز أيضا : العيب بطرف خفى قال تعالى :[ ويل لكل همزة لمزة ] وهمزات الشياطين هى خطراتهم فى قلوب الناس . أما نفثه : فالشعر" , أما نفخه: فالكبر " رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حيان

(ج) بعد التشهد وقبل الخروج من الصلاة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: يقول اللهم انى أعوذ بك من عذاب جهنم ،ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيخ الدجال" رواه مسلم

(د) عند الخروج من المسجد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج برجلك اليسرى وقل اللهم إني أسألك من فضلك العظيم : [ عن أبى حميد (أو عن أبى أسيد) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم! افتح لى أبواب رحمتك. وإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك".] رواه مسلم

"بسم الله اللهم صلى على محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك، اللهم اعصمنى من الشيطان الرجيم".

والرسول صلى الله عليه وسلم يبين لنا طلب الحماية والمعونة من الله ، وهو أن الشيطان قد استأذن من رب العزة والجلال أنه سيقعد لابن آدم على الصراط المستقيم قال تعالى:
(قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة: الأعراف - الأية: 16]

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا نودي إلى الصلاة أدبر الشيطان وله ضراط . فإذا قضى {النداء} أقبل فإذا ثوب بها {أقيمت} أدبر. فإذا قضي { التثويب وهو الإقامة } أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه ، فيقول : اذكر كذا وكذا ، حتى لا يدرى أثلاثا صلى أم أربعا . فإذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربعا سجد سجدتي السهو "
وهكذا لا يترك الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم الذى تمكن منه الشيطان وأنساه الصلاة وأنساه ذكر ربه بدون علاج بل وصف له العلاج وهو سجدتا السهو .
فاستعذ بالله من كل ما تخشاه .
ومما سبق نجد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم يدعو المسلم إلى الإلتجاء إلى الله ويطلب الحماية منه فى كل ما يكرهه الإنسان وما يخشاه .. ليس فى الصلاة وحدها، ولا من الشيطان وحده ، بل فى كل ما يخافه ويكرهه كما ورد فى أحاديثه الشريفة، ومن ذلك :
(1) البخل (2) الجبن
(3) أرذل العمر (4) فتنة الدنيا
(5) عذاب القبر (6) الكسل
(7) المأثم والمغرم (8) فتنة القبر
(9) فتنة النار وعذاب النار (10) شر فتنة الغنى
(11) فتنة الفقر (12) فتنة المسيخ الدجال

وقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة منها :-

1) عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بهؤلاء الكلمات:

"اللهم إنى أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ( يعنى فتنة الدجال ) ، وأعوذ بــك من عذاب القبر " البخاري

2) عن عائشة رضي الله عنها : أن النبى صلى الله عليه وسلم :
كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ، ومن فتنة النار وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ، وأعوذ بك من فتنة الفقر ، وأعوذ بك من شر فتنة المسيخ الدجال . اللهم اغسل خطاياى بالماء والثلج والبرد ، ونق قلبى من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب " فتح الباري – البخاري

3)واستكمالا لفائدة الاستعاذة نذكر ما علمنا رسول الله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين حين قال :
" أعوذ بك من البخل والكسل والهرم وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات "
رواه البخارى

.. وعن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع ، وليقل : اللهم إنى أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)
رواه مسلم
هكذا – يا أخى المسلم – يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إِلى الالتجاء إلى الله والاستعاذة به من نزغ الشيطان ومن كل ما يخشاه الإنسان فى الدنيا والآخرة سواء فى أفعال الصلاة أو غيرها .

وفى الطبرى تَفْسِيرُ الاسْتِعَاذَة: المعنى: أستجير بجناب الله وأعتصم به من شر الشيطان العاتي المتمرد، أن يضرنى في دينى أو دنياي، أو يصدنى عن فعل ما أُمرت به، وأحتمي بالخالق السميع العليم من همزه ولمزه ووساوسه، فإِن الشيطان لا يكفه عن الإِنسان إِلا الله رب العالمين .. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إِذا قام من الليل، استفتح صلاته بالتكبير ثم يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) أخرجه أصحاب السنن: أبو داود والترمذي، والنسائي وابن ماجه

وأحب أن أنوه إلى كتاب [ الاستعاذة سلاح المؤمن ] منهج كامل للوقاية والعلاج من الخوف من القوى الكبيرة والقوى الخفية عن الإنسان . وإن شئتم أرسلته لكم بعد الانتهاء من أم الكتاب بمشيئة الله تعالى . اللهم نفعنا بما علمتنا وعلمنا ما جهلنا آمين .


بسم الله الرحمن الرحيم (1)

بسم الله الرحمن الرحيم (1)
تَفْسِيرُ البَسْمَلَة :

المعنى: أبدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شيء، مستعيناً به جلَّ وعلا في جميع أموري، طالباً منه وحده العون، فإِنه الرب المعبود ذو الفضل والجود، واسع الرحمة كثير التفضل والإِحسان، الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمَّ فضله جميع الأنام.

{بسـمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ} إِفتتح الله بهذه الآية سورة الفاتحة وكل سورة من سور القرآن - ما عدا سورة التوبة - ليرشد المسلمين إلى أن يبدءوا أعمالهم وأقوالهم باسم الله الرحمن الرحيم، التماساً لمعونته وتوفيقه، ومخالفةً للوثنيّين الذين يبدءون أعمالهم بأسماء آلهتهم أو طواغيتهم فيقولوا: باسم اللات، أو باسم العزى، أو باسم الشعب، أو باسم هُبَل.

قال الطبري: " إِن الله تعالـى ذكـره وتقدسـت أسماؤه، أدَّب نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم بتعليمه ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وجعل ذلك لجميع خلقه سنّةً يستنّون بها، وسبيلاً يتبعونه عليها فقول القائل: بسم الله الرحمن الرحيم إِذا افتتح تالياً سورة ينبئ عن أن مراده: أقرأ باسم الله، وكذلك سائر الأفعال".



بسـمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ (1)

- أول الكلمات التى نطق بها الوحى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ] . وهكذا كانت بداية نزول القرآن الكريم ليمارس مهمته فى الكون هى [ بسم الله ] . ونحن الآن حينما نقرأ القرآن نبدأ نفس البداية .

- والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن حافظا لشيئ يقرؤه .. وما كان أمامه كتاب ليقرأ منه .. وحتى لو أمامه كتاب فهو أمى لا يقرأ ولا يكتب.


- كان الرسول صلى الله عليه وسلم منطقيا مع قدراته حينما أجاب جبريل عليه السلام بـ[ ما أنا بقارئ ] وقد أخذ خصوم الإسلام هذه النقطة .. وقالوا كيف يقول الله لرسوله اقرأ ويرد الرسول ما أنا بقارئ. ؟ ويجيب فضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله رحمة واسعة . إن الله تبارك وتعالى .. كان يتحدث بقدراته التى تقول للشئ كن فيكون بينما رسول الله  كان يتحدث ببشريته التى تقول أنه لا يستطيع أن يقرأ كلمة واحدة ، ولكن قدرة الله هي التى ستأخذ هذا النبى الذى لا يقرأ ولا يكتب لتجعله معلما للبشرية كلها إلى يوم القيامة .. لأن كل البشر يعلمهم بشر .. ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم سيعلمه الله سبحانه وتعالى . ليكون معلما لأكبر علماء البشر .. يأخذون عنه العلم والمعرفة لذلك جاء الجواب من الله سبحانه وتعالى:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ [1] خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) [سورة: العلق - الأية:1- 2]

أى أن الله سبحانه وتعالى الذى خلق من عدم. سيجعلك تقرأ على الناس ما يعجز علماء الدنيا وحضارات الدنيا على أن يأتوا بمثله .. وسيكون ما تقرؤه وأنت النبى الأمى إعجازا ..ليس لهؤلاء الذين سيسمعونه منك فقط لحظة نزوله. ولكن للدنيا كلها ،وليس فى الوقت الذى ينزل فيه فقط، ولكن حتى قيام الساعة، ولذلك قال تعالى :

(اقْرَأْ وَرَبّكَ الأكْرَمُ [3] الّذِى عَلّمَ بِالْقَلَمِ) [سورة: العلق - الأية:3- 4]

أى أن الذى ستقرؤه يا محمد .. سيظل معلما للإنسانية كلها إلى نهاية الدنيا على الأرض . . ولأن المعلم هو الله سبحانه وتعالى أكرم رسوله ورفعه درجة عالية ليعلمه هو سبحانه وتعالى .. والحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن محمداًصلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن لأنه تعلم القراءة ، ولكنه يقرؤه باسم الله ، وما دام بسم الله .. فلا يهم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم من بشر أو لم يتعلم . لأن الذى علمه هو الله .. وعلمه فوق مستوى البشرية كلها. فالأمر لله علما وقدرة ومعرفة . قال تعالى :

قال تعالى: (قُل لّوْ شَآءَ اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [سورة: يونس - الأية: 16]

- إننا مطالبون أن نبدأ كل عمل باسم الله . لأننا لا بد أن نحترم عطاء الله فى كونه . مثلا حينما نزرع الأرض التى نحرثها.. لابد ان نبدأ بسم الله .. لأننا لم نخلق الأرض .. و لا خلقنا البذرة التى نبذرها . ولا أنزلنا الماء من السماء لينمو الزرع . إن الفلاح قد يكون أجهل الناس بعناصر الأرض ومحتويات البذرة وما يفعله الماء فى التربة لينمو الزرع .. إن كل ما يفعله الإنسان هو أنه يعمل فكره المخلوق من الله فى المادة المخلوقة من الله .. بالطاقة التى أوجدها الله فى أجسادنا ليتم الزرع . والإنسان لا قدرة له على إرغام الأرض لتعطيه الثمار أو إنزال الماء من السماء أو خلق الحبة .. ولا تدخل فى طاقته ولا فى استطاعته .. فكأنه يدخل على هذه الأشياء جميعا باسم من سخرها له ..

- حينما تبدأ كل شيئ باسم الله . تكون استعنت بالله وجعلته فى جانبك يعينك .. ومن رحمته تعالى أنه علمنا أن نبدأ كل شيئ باسم الله . لأن الله هو الاسم الجامع لصفات الكمال سبحانه وتعالى .. والفعل يحتاج إلى صفات متعددة ..مثل القدرة والقوة والرحمة و..

- إنسان غير مؤمن لا يبدأ عمله باسم الله .. وإنسان مؤمن يبدأ كل عمل وفى باله الله .. كلاهما يأخذ من الدنيا لأن الله رب للجميع .. له عطاء ربوبية لكل خلقه الذين استدعاهم للحياة .. ولكن الدنيا ليست هى الحياة الحقيقية للإنسان . بل الحياة الحقيقية هى الآخرة .. الذى فى باله الدنيا وحدها يأخذ بقدر عطاء الربوبية = بقدر عطاء الله فى الدنيا .. والذى فى باله الله يأخذ بقدر عطاء الله فى الدنيا والآخرة .. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى: قال تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ الّذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخرة وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [سورة: سبأ - الأية: 1]
لأن المؤمن يحمد الله على نعمه فى الدنيا .. ثم يحمده عندما ينجيه من النار
والعذاب ويدخله الجنة فى الآخرة .

- ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع " رواه السيوطى فى الجامع الصغير ، وعزاه لعبد القادر الرهاوى فى أول كتاب ( الأربعين ) عن أبى هريرة باسناد حسن

ومعنى أقطع أى مقطوع الذنب أو الذيل .. أى عمل ناقص فيه شيئ ضائع .. لأنك حين لا تبدأ العمل باسم الله قد يصادفك الغرور والطغيان بأنك أنت الذى سخرت ما فى الكون ليخدمك وينفعل لك ؟! وحين لا تبدأ العمل باسم الله .. فليس لك عليه أجر فى الآخرة فتكون قد أخذت عطاءه فى الدنيا .. وبترت أو قطعت عطاءه فى الآخرة .. فإذا كنت تريد عطاء الدنيا والآخرة فأقبل على كل عمل باسم الله.
- بعض الناس يتساءل كيف أبدأ باسم الله .. وقد عصيت وقد خالفت ؟؟ يقول الشيخ إياك أن تستحى أن تقرأ القرآن .. وأن تبدأ بسم الله إذا كنت قد عصيت ؟ لأن الله سبحانه وتعالى أعطانا الحيثية التى نبدأ بها قراءة القرآن فجعلنا نبدؤه بسـمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ .. فالله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن العاصى ..بل يفتح له باب التوبة ويحثه عليها .. فرحمة الله تسع كل ذنوب خلقه.. وهو سبحانه الذى يغفر الذنوب جميعا .

- قال العلماء أن [بسـمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ] آية من آيات القرآن الكريم .. ولكنها ليست آية من كل سورة ما عدا الفاتحة فهى آية منها . وهناك سورة من القرآن لا تبدأ بالبسملة هى سورة التوبة .

وهى موجودة فى 113 سورة من القرآن الكريم وهى آية فى سورة النمل أى أن عددها 114 بعدد سور القرآن الكريم .

المولى عز وجل يفتتح جميع سور القرآن بهذه الآية ماعدا سورة التوبة ليرشد المسلمين جميعا إلى أن يبدءوا أعمالهم وأقوالهم ببسم الله الرحمن الرحيم .
وفى البسملة التماس وطلب من الله أن يمنحنا رعايته ومعونته وتوفيقه ورحمته التى وسعت كل شيء ، فهو الرحمن لكل خلقه بلا استثناء ، وهو الرحيم بعباده الذين اتبعوا أوامره واجتنبوا نواهيه . وفيها اعتراف بفضله الذى عم جميع الأنام بما أنعم على عباده بالخلق والرزق والهداية الى سعادة الدارين .
.. المولى عز وجل يأمرنا بأن نسمى الله تعالى عند الذبح وعند الأكل .
فيقول سبحانه وتعالى:

(فَكُلُواْ مِمّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ) [سورة: الأنعام - الأية: 118]
وينهانا عن أن نأكل من ذبيحة أو طعام لم يذكر اسم الله عليه فيقول تعالى: قال تعالى: (وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنّهُ لَفِسْقٌ وَإِنّ الشّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىَ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [سورة: الأنعام - الأية: 121]
أما الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيأمرنا أن نقرن كل عمل بذكر اسم الله فيقول :
" كل عمل لا يبدأ بسم الله فهو أبتر " يعنى مقطوع من البركة .

"أغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك وأذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، أدك سقاءك واذكر اسم الله " .
كما يأمر من أراد أن يأتي أهله أن يقول : بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا . كما ورد فى فتح البارى لصحيح البخارى


كما قال صلى الله عليه وسلم : عن أنس (فى حديث حماد: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء " . وفى حديث هشيم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف) قال "اللهم! إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث". الشرح: (الخلاء) الخلاء والكنيف والمرحاض، كلها موضع قضاء الحاجة. (الخبث والخبائث) الخبث، بضم الباء وإسكانها، وهما وجهان مشهوران فى رواية هذا الحديث. قال الخطابى: الخبث جماعة الخبيث. والخبائث جمع الخبيثة. قال يريد ذكران الشياطين وإناثهم. و قال صلى الله عليه وسلم " أستر ما بين الجن وعورات بنى آدم إذا دخل الكنيف أن "يقول بسم الله " . كما ورد فى صحيح مسلم رقم 712كتاب الحيض


وفى تسمية الله تعالى شفاء .. بدليل قوله صلى الله عليه و سلم : عن عثمان بن أبى العاص الثقفى، أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا، يجده فى جسده منذ أسلم.

[ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضع يدك على الذى تألم من جسدك. وقل: باسم الله، ثلاثاً. وقل، سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". ] صحيح مسلم

الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله

Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى