الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا تعرف عن الحج ؟

اذهب الى الأسفل

ماذا تعرف عن الحج ؟ Empty ماذا تعرف عن الحج ؟

مُساهمة  Admin الإثنين سبتمبر 15, 2014 4:32 pm

* ـ الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام:
وهو معلوم من الدين بالضرورة، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
{ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ }
رواه البخاري، ومسلم

* الحج فرض عين على كل مسلم ومسلمة، بالغ، عاقل، حر مستطيع، مرةً في العمر كله،
* يُكفَّر جاحده، ويُفسَّق تاركه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{ مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ }
[ رواه الترمذي، وقال: في إسناده مقال ]

* الحج واجب في العمر مرة واحدة:
* والحج عبادة قولية، وقلبية، وبدنية، ومالية، وشعائرية، تؤدى في أمكنة مُخصصة، وفي أزمنة مُخصصة، وبأعمال مُخصصة،
* وإذا كانت الصلاة تتكرر في اليوم الواحد خمس مرات، وفريضة الجمعة تؤدى كل أسبوع، وفريضة الصوم تؤدى في العام شهراً، فإن فريضة الحج تجب في العمر كله مرة واحدة، لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللهَ كتبَ عليكمُ الحجَّ فقامَ الأقرعُ بنُ حابسٍ فقالَ أفي كلِّ عامٍ يا رسولَ اللهِ قالَ لو قلتُها لوجبتْ ولو وجبت لم تعملوا بها الحجُّ مرَّةً فمن زادَ فتطوُّعٌ }
-------------------
الراوي:عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3/43 خلاصة حكم المحدث:[حسن كما قال في المقدمة]


* خصوصية مكان بيت الله الحرام: قال تعالى :
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96)
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97)﴾ ( سورة آل عمران )
وقال تعالى:
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ ( سورة إبراهيم )
شاءت حكمة الله، أن يكون بيته الحرام، في المنطقة الحارة من الأرض، وفي وادٍ غير ذي زرع، ليكون واضحاً لدى الحجاج أن الاتصال الحقيقي بالله، يحقق للمرء سعادة، يستغني بها عن كل الشروط المادية، التي يتوهم أنها سبب سعادته، وأن سعادة الإنسان تنبع من داخله، لا مما يحيط به نفسه من ألوان النعيم.
ولو كان بيت الله الحرام في المنطقة المعتدلة من الأرض حيث الجبال الخضراء، والمياه العذبة، والبحيرات الصافية، والبساتين الغناء، والجو اللطيف، والنسيم العليل، وكان الحج على مدار العام دفعاً للازدحام، لأقبل كل الخلق على أداء الفريضة الممتعة طلباً للاستجمام، لا حُبًّا بخالق الأكوان،


بعض ما ورد في فضل الحج والعمرة:
• قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". (رواه البخاري ومسلم).
• قال صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق يرجع كيوم ولدته أمه". (رواه البخاري وأحمد والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة).
• قال صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداًَ من النار من يوم عرفة". (أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها).
• وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال : إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال حج مبرور". (رواه البخاري).

* أنواع النسك ثلاثة:
1. حج إفراد: ينوي فيه الحاج نية الحج فقط.

2. حج قِران: ينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معاً في آن واحد وبأفعال واحدة، من طواف وغيره من أعمال الحج، أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها. وعمل القارن كعمل المفرد سواء، إلا أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه.

3. حج تمتع: ينوي فيه الحاج نية العمرة في أشهر الحج (شوال، ذي العقدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة)، فينوي العمرة فقط ويؤدي مناسكها ثم يتحلل من إحرامه ويتمتع بحياته العادية من ملبس وغيره من معاشرة النساء فإذا أتى اليوم الثامن من ذي الحجة نوى الحج من مكانه بمكة ولبس ملابس الإحرام وأتى بمناسك الحج.
(وهذا النسك هو الأفضل).

* صفة الحج
أولا :- تبدأ من الميقات:
• تًجرّد من الثياب، واغتسل كما تغتسل من الجنابة – إن تيسر لك – وتطيب بأطيب ما تجده من دهن عود أو غيره في رأسك ولحيتك، ولا يضر بقاء ذلك بعد الإحرام، ولكن لا تطيب ثياب الإحرام.
• البس ثياب الإحرام (إزاراً ورداءً) ولف الرداء على كتفيك ولا تخرج الكتف الأيمن إلا في الطواف بجميع أنواعه (هذا للرجل). (أما المرأة) فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شهرة ولا تلزم بلون معين.
• صل الصلاة المكتوبة إذا حان وقتها، وصل ركعتين سنة الإحرام (وإن لم تصلها فلا حرج).

بعدها: إذا ركبت السيارة انْو ِ الدخول في النسك
ثم – قل – حسب نسكك:
1- إن كنت تريد العمرة فقط : (لبيك عمرة).
2- وإن كنت تريد الحج فقط – الإفراد - لبيك حجاً)
3- وإن كنت تريد الحج والعمرة بأفعالهما – التمتع - : (لبيك عمرة متمتعاً بها إلى الحج).
4- وإن كنت تريد الحج والعمرة بأفعال الحج – القارن -: (لبيك عمرة وحجاً).
ولا يلزم تكرار هذه الألفاظ ثلاثاً، بل مرة واحدة تكفي.

ملاحظات:
1. كل نسك من هذه الأنساك له فائدته الخاصة.
2. بينها فروق في النية والألفاظ والأفعال.
3. أفضلها: التمتع، ثم الإفراد، ثم القران.
4. القران تحتاج إليه المرأة إذا أرادت الإحرام متمتعة ولم تستطع أن تنجز عمرتها حتى حاضت. وكذلك من قدم متأخراً حتى خشي فوات الوقوف بعرفة وكذلك من صُدَ عن البيت لأي سبب

ثم إن خشيت عدم القدرة على المضي في النسك، بسبب مرض أو عمل أو إجراءات نظامية فلتقل:
"اللهم محلي حيث حبستني"
وأما إن لم تخش شيئاً فلا يشرع لك هذا الاشتراط.
وفائدته : لو حبست عن النسك جاز لك شرعاً أن تخلع إحرامك وترجع ولا يلزمك شيء.

ثم تبدأ بالتلبية:
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"

يجهر الرجل بهذه التلبية. وأما المرأة فتقولها سراً.
ولا يشرع التلبية الجماعية، وإنما يلبي كل محرم وحده ويستمر بهذه التلبية حتى يصل إلى البيت الحرام.

وأما الدعاء: "اللهم أني أريد العمرة، فيسرها لي وتقبلها مني، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، فلا يلزم دعاء بعينه، بل يدعو بما أراد.
وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لم ترد في هذا الموضع. وكذلك "اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار".

يشرع في الطريق: أن تكبر الله كلما صعدت مرتفعاً، وأن تسبح كلما هبطت وادياً.

ثم ترجع للتلبية العامة: "لبيك اللهم لبيك...الخ". حتى تصل إلى البيت الحرام.

ثانيا :- توجه إلى المسجد الحرام للطواف:
عند رؤيتك للبيت كبر وقل: "اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وأمناً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبِراً".
• اقطع التلبية وتوجه إلى البيت الحرام.
• إذا دخلت المسجد الحرام، قدم رجلك اليمنى وقل:
"بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك".
أو : "أعوذ بوجهك العظيم وسلطانك القديم من الشيطان الرجيم".
تقدم إلى الحجر الأسود لتبدأ الطواف منه، استلم الحجر بيدك اليمنى وقبله، فإن شق التقبيل فاستلمه بيدك فقط، وإن شق بيدك فاستلمه بعصا أو غيرها ولا تقبلها، فإن شق الاستلام، فأشر إليه بيدك اليمنى ولا تقبلها.
• من الأفضل ألا تؤذي المعتمرين في حال الزحام، جاعلاً البيت على يسارك مضطبعاً بردائك (اجعل كتفك الأيمن مكشوفاً). وكلما وصلت الحجر الأسود أو حاذيته قل: "بسم الله، الله أكبر. أو "الله أكبر" فقط.
• ارمل (أسرع قليلاً) في الأشواط الثلاثة الأولى، وامش على مهل في الأشواط الأربعة الباقية، وهذا خاص بطواف القدوم فقط إن تيسر وإلا فإنه يترك مع شدة الزحام.
• أدع وقل بين الركنين (الركن اليماني والحجر الأسود): "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
وكل مرة تمر فيها بالحجر الأسود قل: "بسم الله والله أكبر".
ولك أن تدعو الله بما تشاء في بقية الطواف وأن تتضرع إليه أو أن تقرأ شيئاً من القرآن..الخ. ولا يلزم دعاء بعينه لكل شوط.
• عندما تكمل الأشواط السبعة، توجه إلى مقام إبراهيم واقرأ قوله تعالى: "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" وصل ركعتين خلف المقام قريباً منه إن تيسر لك – أو بعيداً في أي مكان من المسجد. تقرأ بعد الفاتحة "قل يا أيها الكافرون" في الركعة الأولى، وتقرأ بعد الفاتحة "قل هو الله أحد" في الركعة الثانية، وان قرأت بغيرهما فلا بأس.
• اذهب إلى زمزم واشرب منها واحمد الله.

ثالثا :- اخرج إلى الصفا للسعي:
• اصعد عليه (وهو الأفضل) حتى ترى الكعبة واستقبلها وارفع يديك وهلل وكبر ثلاثاً، وقل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثلاث مرات.
ثم اقرأ " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم".
وهذه تقرأ عند أول شوط فقط، ويفضل أن تبدأ بها قبل الأذكار الأخرى. ثم تدعو بما تحب من الدعاء في هذا الموضع وترفع يديك.
ثم انزل باتجاه المروة، وهرول بين العلمين الأخضرين قائلاً: "رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم".

وتمشي المشي المعتاد في سعيك قبلهما وبعدهما. (أما المرأة فلا يشرع لها الإسراع). وتدعو أثناء السعي بما تحب وليس لكل شوط دعاء مخصوص.
• إذا وصلت المروة فافعل كما فعلت على الصفا ما عدا قراءة الآية المذكورة فإنها تقرأ عند الصفا في الشوط الأول فقط.
كرر السعي سبعة أشواط.
(يحسب الذهاب شوطاً والرجوع شوطاً آخر).

رابعا :- الحلق أو التقصير:
• إذا أكملت السعي، احلق شعرك أو قصره والحلق أفضل (أما إذا كان قدومك مكة قريباً من وقت الحج فالتقصير أفضل لتحلق بقية شعرك في الحج). (أما المرأة فتقصر من كل ظفيرة قدر أنملة).
• اخلع إحرامك والبس ثيابك.
وبذلك تكون قد أديت عمرة كاملة إن أردتها مستقلة، أو أردتها للحج إن كنت متمتعاً. وأما إن كنت مفرداً للحج أو قارناً، فتنوي الطواف للقدوم – وهو سنة – والسعي للحج – وهو ركن – ثم تبقى على إحرامك ولا تخلعه ولا تحلق ولا تقصر حتى يوم الثامن من ذي الحجة، فتأتي ببقية أعمال الحج.

[] أعمال يوم الثامن:
1. المبيت بمنى هذا اليوم (وهو من وقت غروب الشمس يوم الثامن من ذي الحجة إلى قرب طلوع فجر يوم عرفة).
إذا كنت متمتعاً فاحرم بالحج ضحى أو ظهراً من المكان الذي أردت الحج منه، ويستحب لك الغسل والطيب ولبس إزار ورداء أبيضين نظيفين، ثم انو الحج وقل : (( لبيك حجاً))، ثم "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". أما القارن والمفرد فإنه لا يزال على إحرامه السابق، فيبدأ مباشرة بالتلبية: "لبيك اللهم لبيك..الخ، من صبح ذلك اليوم.
2. توجه إلى منى وصل فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، تجعل الرباعية ركعتين والصلاة في وقتها من غير جمع. ثم صل فيها صلاة فجر اليوم التاسع.
3. إذا طلعت الشمس فسر إلى عرفة.

[] أعمال يوم التاسع:
1. الوقوف بعرفة:
هو أهم أركان الحج وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة).
وقته:
أ‌-الأفضل: من بعد الزوال حتى بعد غروب الشمس.
ب‌-الجائز: من طلوع شمس يوم التاسع حتى طلوع فجر يوم العاشر.
ولو أدركت لحظة في هذا الوقت بعرفة فحجك صحيح، ولكن إن كانت هذه اللحظة قبل غروب الشمس فقط فعليك دم، وإن كانت بعد الغروب فلا شيء عليك، إلا أنه فاتك المبيت بمزدلفة فعليك دم لأجل مزدلفة لا لأجل عرفة.

• توجه إلى عرفة بعد شروق الشمس وصل فيها الظهر والعصر (جمع تقديم) على ركعتين ركعتين بأذان وإقامتين وامكث فيها إلى غروب الشمس وأكثر من الذكر والدعاء هناك، والسنة أن تستقبل القبلة عند الدعاء لا استقبال الجبل ويستحب هذا الدعاء "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
وعرفة كلها موقف، ولا يشرع صعود الجبل ويستحب الإكثار من الدعاء والتضرع ولا يشترط أن تكون واقفاً أو تحت الشمس، فلك أن تجلس وتستظل.

2. الإفاضة إلى مزدلفة:
أ- إذا غربت الشمس، اذهب إلى مزدلفة فإذا وصلتها صل المغرب والعشاء (جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين) قبل أن تحط رحلك، وقبل جمع الحصى.
ب- بت في مزدلفة وصلّ الفجر في أول وقته وأكثر من الدعاء والذكر حتى الإسفار (المبيت واجب حتى طلوع الفجر والأفضل حتى الإسفار)، ويجوز للضعفاء من الرجال والنساء أن يدفعوا في آخر الليل بعد غياب القمر لتجنب الزحام.
ج- التقط سبع حصيات لرمي جمرة العقبة الأولى ومن أي مكان أخذتها جاز.
د- اذهب إلى منى قبل طلوع الشمس.

[] أعمال يوم العاشر:
1. يستحب الدعاء بعد الفجر حتى الإسفار.
2. توجه إل منى لرمي جمرة العقبة والنحر أو إلى مكة لطواف الإفاضة، وأما الحلق فيجوز في أي مكان.
3. رمي جمرة العقبة: ارم جمرة العقبة (وهي أقرب الجمرات إلى مكة) بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وكبّر مع كل حصاة.
4. ذبح الهدي: أذبح الهدي وكل منه ووزع على الفقراء – الهدي واجب على المتمتع والقارن، ومستحب للمفرد.
5. الحلق أو التقصير: احلق شعرك أو قصره، والحلق أفضل (أما المرأة فتقصر من كل ظفيرة قدر أنملة).

• إذا رميت وحلقت، فقد حللت التحلل الأول وكذلك لو فعلت اثنين من أربعة: الرمي أو الحلق أو الطواف أو السعي. أما النحر فلا يدخل هنا لأنه لا يجب على جميع الحجاج. وإذا فعلت هذه الأربعة كاملة مع النحر إذا كان واجباً عليك فقد تحللت التحلل الثاني.
التحلل الأول: (تتحلل من إحرامك ويجوز لك فعل جميع المحظورات إلا النساء من جماع أو ما دونه كالتقبيل ونحوه).
التحلل الثاني: (جاز لك جميع المحظورات حتى النساء).

6. طواف الإفاضة:
انزل إلى مكة وطف طواف الإفاضة (طواف الحج). وإن حللت قبل ذلك، فطف بثيابك.
7. تسعى للحج – إن كنت متمتعاً، أو مفرداً أو قارناً ولم تسع قبل ذلك مع طواف القدوم – ويجوز تأخير طواف الإفاضة وسعي الحج إلى يوم الثالث عشر ولكن لا يحل بدونهما.
8. المبيت بمنى أيام التشريق: والمقصود بالمبيت أن يدركك الليل – ولو لحظة منه – وأنت بمنى حتى لو كنت يقظان أو ماشياً ولا يلزمك النوم.

[] أعمال أيام التشريق 11 ، 12 ، 13:
1. رمي الجمرات أيام التشريق:
(صفة الرمي): من بعد الزوال تبدأ بالصغرى وهي أبعدهن عن مكة ثم الوسطى ثم جمرة العقبة كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات تكبر مع كل حصاة، وتقف بعد الأولى والوسطى تدعو الله مستقبلاً القبلة وتطيل الدعاء وترفع يديك، ولا تقف بعد الكبرى (العقبة).
2. المبيت بمنى هذه الليالي، على الصفة المذكورة يوم العاشر.
3. إذا أتممت الرمي في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة فإن شئت أن تتعجل فاخرج من منى قبل غروب الشمس. أما إذا غربت الشمس، فيلزمك المبيت ليلة الثالث عشر من ذي الحجة ورمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس.
4. طواف الوداع: وهو آخر أعمال المناسك إذا أردت الرجوع إلى بلدك، فطف عند سفرك طواف الوداع سبعة أشواط بثيابك. ويلزمك الخروج من مكة بعد ذلك، وإلا عليك إعادة الطواف. (الحائض والنفساء لا وداع عليهما).

[] تنبيهات:
أركان العمرة:
1. الإحرام.
2. الطواف.
3. السعي.
واجبات العمرة:
1. الإحرام من الميقات.
2. الحلق أو التقصير.
أركان الحج:
1. الإحرام (النية).
2. الوقوف بعرفة.
3. الطواف (طواف الإفاضة).
4. السعي بين الصفا والمروة.
من ترك شيئاً من هذه الأركان لم يصح حجه حتى يأتي به. ولا شيء منها مقيد بوقت يفوت إلا الوقوف بعرفة.

[] واجبات الحج:
1. الإحرام من الميقات.
2. الوقوف بعرفة إلى الليل.
3. المبيت بمزدلفة.
4. المبيت في منى ليالي أيام التشريق.
5. رمي الجمار.
6. الحلق أو التقصير.
7. طواف الوداع.
من ترك شيئاً من هذه الواجبات ولم يأته، فإنه يجبره بدم يذبح في الحرم ويوزع على فقراء الحرم، ولا يأكل منه شيئاً وحجه صحيح، ولا يجوز له تعمد ترك شيء من الواجبات.

[] محظورات الإحرام:
• قسم يحرم على الذكور والإناث:
1. إزالة الشعر من الرأس والجسد.
2. تقليم الأظافر.
3. استعمال الطيب (تجنب الصابون المعطر).
4. المباشرة: (الاستمتاع بما دون الجماع أو الجماع).
5. لبس القفازين.
6. قتل الصيد.
7. عقد النكاح لنفسه أو لغيره.

• قسم يحرم على الذكور دون الإناث:
1. لبس المخيط.
2. تغطية الرأس بملاصق كالعمامة ونحوها، (أما تظليله بالشمسية فلا بأس).

• قسم يحرم على النساء دون الذكور:
ستر الوجه بالنقاب أو البرقع والسنة أن تكشف وجهها لكن إذا كانت بحضرة الرجال الأجانب عنها، وجب عليها ستر وجهها بالخمار ونحوه.

من فعل شيئاً من هذه المحظورات ناسياً أو جاهلاً أو مكرهاً فلا شيء عليه إلا قتل الصيد، فعليه الفدية مطلقاً.
زيارة المسجد النبوي الشريف:
1. يسن لك أن تذهب إلى المدينة المنورة في أي وقت بنية زيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه، لأن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
2. يجب الملاحظة بأنه ليس لزيارة المسجد النبوي إحرام ولا تلبية ولا ارتباط بينها وبين الحج بتاتاً، فلو أديت حجك بدون زيارة فحجك صحيح.
3. إذا وصلت إلى المسجد النبوي فقدم رجلك اليمنى عند دخوله وسم الله تعالى وصل على نبيه، صلى الله عليه وسلم، واسأل الله أن يفتح لك أبواب رحمته وقل:
"أعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك"، كما يشرع عند دخول سائر المساجد.
4. بادر بعد دخولك بصلاة تحية المسجد، وإن كانت هذه الصلاة في الروضة فحسن وإلا في أي مكان من المسجد.
5. ثم اذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقف أمامه وسلم عليه قائلاً بأدب وخفض صوت: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. صلى الله عليك، وجزاك عن أمتك خيراً.
6. ثم تحول قليلاً إلى يمينك لتقف أمام قبر أبي بكر رضي الله عنه فسلم عليه وقل: "السلام عليك يا أبا بكر – خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم – ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيراً".
7. ثم تتحول قليلاً مرة أخرى إلى يمينك لتقف أمام قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسلم عليه قائلاً: "السلام عليك يا عمر – أمير المؤمنين – ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك، وجزاك عن أمة محمد خيراً".
8. يسن لك أن تذهب متطهراً إلى مسجد قباء فتزوره وتصلي فيه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وترغيبه فيه.
9. ويسن لك أن تزور قبور أهل البقيع وقبر عثمان رضي الله عنه وشهداء أحد وقبر حمزة رضي الله عنه تسلم عليهم وتدعو لهم. حيث تقول: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".

ملاحظة:
ليس بالمدينة المنورة مساجد ولا أماكن تشرع زيارتها غير ما ذكر فلا تشق على نفسك وتتحمل ما ليس لك فيه أجر، بل ربما لحقك فيه وزر.


[] ثمار الحج:
1 ـ مغفرة الذنوب:
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عَنْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ))
وإن الحج يهدم ما كان قبله، وإن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.

2 ـ الحجاج والعُمَّار وفد الله:
والحجاج والعُمَّار وفد الله إن دَعَوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{ تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ دُونَ الْجَنَّةِ }
عن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم:
{ النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ، كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ الله سبْعِمِئَة ضعْف }
[ أحمد ]

[] ماذا على المسلم فعْلُه قبل الحج حتى يُقبل منه ؟
ولكي تؤدى هذه العبادة العظيمة على نحو يقبلها الله، ويرضى عنها، ولئلا يُنفق الإنسان المال الكثير، والوقت الثمين، ويتجشم المشاقَّ، ثم لا تُقبل حجته، ويُقال له: لا لبيك ولا سعديك، وحجك مردود عليك، لئلا تضيع حجته سدى:
1 ـ التوبة إلى الله:
عليه أن يتوب قبل الذهاب إلى الحج، من كل الذنوب والآثام، كبيرها وصغيرها، جليلها وحقيرها.
2 ـ أداء حقوق الناس وردّ المظالم:
فيجتنب كل كسب حرام، وكل علاقة متلبسة بالآثام، عليه أن يؤدي الحقوق التي عليه بالتمام والكمال، وبخاصة تلك الحقوق المتعلقة بالخلق، لأن حقوق العباد مبنية على المشاححة، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة، عليه أن يؤدي الحقوق، ويُقلع عن الذنوب.
3 ـ عقدُ العزمِ على ألا يعود إلى الذنوب والمظالم بعد الحج:
وأهمّ من هذا أن يعقد العزم على ألا يعود إليها بعد الحج، وإلا أصبح الحج من الطقوس لا من العبادات، فمن الخطأ الكبير، والوهم الخطير، أن يظن الحاج أن الحج يهدم كل ما قبله من الذنوب، وفيه تُغفر كل خطيئة، وقد اتُفق على أن الأحاديث الشريفة التي تبين أن الحاج يعود من الحج كيوم ولدته أمه، وقد غُفرت ذنوبه كلها، هذه الذنوب التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي الذنوب التي بين العبد وربه حصراً، أما الذنوب التي بينه وبين الخلق، وأما الحقوق التي في ذمته، وأما الواجبات التي قصَّر في أدائها ؛ فهذه لا تسقط، ولا تُغفر إلا بالأداء أو المسامحة، فالذنوب ثلاثة ؛ ذنب لا يُغفر وهو الشرك، وذنب لا يُترك، وهو ما كان بين العبد والخلق، وذنب يُغفر وهو ما كان بين العبد وربه.

[] مشاعر الحج:
قال تعالى:
﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾
( سورة البقرة )
1 ـ معنى المشاعر:
وقد ورد في معاجم اللغة أن الشعائر هي المعالم والمناسك، أي: الأعمال التي يُؤمر بها الحاج في تلك الأماكن، ومفردها ؛ شعيرة وفي قوله تعالى:
﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ ﴾
( سورة البقرة )
والمَشعر: المَعْلَم الظاهر، وجمعها " مشاعر "، والمشاعر المقدسة هي الأماكن المقدسة.
والآن ألا ينبغي للحاج، وهو في المشاعر المقدسة، أن يشعر بمشاعر مقدسة ؟
2 ـ مشاعر الحج شعور المحب مع محبوبه:
ألا ينبغي للحاج وهو في بيت الله الحرام يطوف حول الكعبة، أن يشعر بمشاعر المحب، يطوف حول محبوبه.
وأن يشعر وهو يسعى بين الصفا والمروة بمشاعر الساعي المشتاق لمطلوبه ؟
ألا ينبغي للحاج أن يشعر وهو يفاوض الحجر الأسود بمشاعر التوبة والإنابة ؟
ألا ينبغي للحاج أن يشعر وهو في عرفات أن يشعر بروعة اللقاء ونشوة الاتصال.. ألا ينبغي للحاج أن يشعر وهو ينحر الأضاحي أنه ينحر شهوته التي تحجبه عن ربه ؟
ألا ينبغي للحاج أن يشعر وهو يرجم الشيطان، أن الرجم تعبير يرمز إلى معاداة الشيطان الأبدية ؟
ألا ينبغي للحاج أن يشعر وهو في الروضة الشريفة أنه في روضة من رياض الجنة ؟
مجمل القول: ينبغي للحاج وهو يؤدي نسك الحج في المشاعر المقدسة أن يشعر بمشاعر مقدسة، تتنوع بتنوع الأمكنة وتنوع النسك، فكل منسك له شعوره الخاص، وهذا الشعور هو محصلة إيمانه.

[] الاستطاعة أصلٌ في فرضية الحج:
والاستطاعة التي وردت في الآية، التي تعد أصلاً في فرضية الحج، وهي قوله تعالى:
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ﴾
( سورة آل عمران: الآية 97 )
1 ـ استطاعة الحج عامة:
هي استطاعة بدنية ومالية وأمنية،
فالمسلم الذي لا يقوى جسمه على تحمُّل أداء مناسك الحج بَغَلبة يقينية، أو بإخبار طبيب متخصص مسلم حاذق ورع، يُجزئه أن يُكلِّف من يحج عنه في حياته، أو يوصي بحجة بدل بعد مماته، وفق أحكام هذا النوع من الحج، والمسلم الذي لا يملك المال الكافي الذي يغطي نفقات الركوب بأنواعها، ونفقات السكن في مكة والمدينة، وثمن الطعام والشراب، فضلاً عن نفقات أهله وولده في غيبته ليس مستطيعاً.

2 ـ لا ينبغي للمسلم غير المستطيع اللجوء إلى طرق ملتوية للحج:
لا ينبغي للمسلم غير المستطيع أن يبذل ماء وجهه من أجل جمع نفقة الحج، ولا أن يسلك المسالك الملتوية من أجل أن يحصل على نفقة الحج، فإنه في الأصل ليس مستطيعاً، ولا حج عليه.
وحينما يقرر أولوا الأمر في ديار المسلمين أن يعتمدوا نظاماً يُتيح لمن لم يحج أن يحج، ويَمنع من حج حجة الفريضة قبل أقل من خمس سنوات أن يحج، حينما يكون الباعث على هذا التنظيم إفساح المجال للمسلمين الذين لم يحجوا حجة الفريضة أن يؤدُّوها بيسر وطمأنينة، فلا ينبغي للمرء أن يرتكب معصية ليحج حجة نافلة، فالمسلم الذي لم يُسمح له أن يحج لا يُعَدُّ مستطيعاً.

3 ـ لا بد أن يكون مال الحج طيباً حلالاً:
وما دام الحج من العبادات المالية التي تستوجب إنفاق المال فلا بد في المال الذي سينفقه الحاج في هذه الفريضة من أن يكون مالاً طيباً وحلالاً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا... }
[ أخرجه مسلم ]
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{ إذا خرج الحاج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله في الَغْرز - ركاب الدابة - فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ في السماء: لبيك وسعديك زادُك حلال، وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مأجور }
[ رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ]
وبما أن الحج فريضة فرضها الله على المستطيع، والفقيرُ ليس مستطيعاً، فلا ينبغي للفقير أن يقترض ليحج، فعن عبد الله بن أبي أوفى قال:
{ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل لم يحج أوَ يستقرض ؟ قال: لا }
[رواه البيهقي]
والمدين لا تُقبل حجته إلا بموافقة دائنه.

* هل للحاج تكرار الحج ؟
1 ـ يجوز تكرار الحج لمن استوفى الشروط:
من فقه الرجل أن يتحرك في حياته وفق سُلَّم للأوليات، فإذا أدى حجة الإسلام وهي حجة الفريضة، وتاقت نفسه إلى أن يحج مرة ثانية وثالثة، وكان مستطيعاً بماله وبدنه، وموافقة أولي الأمر له، ولم يسهم من خلال تصريح غير مطابق للواقع في حرمان مسلم من حجة الفريضة، وكان قد أدى كل ما عليه من واجبات تجاه والديه، وأولاده، وإخوته، وأخواته، وأصدقائه، وجيرانه، فلا عليه أن يحج ثانية وثالثة ورابعة، فالحج جهاد لا شوكة فيه، وهو جهاد الكبير والمرأة والضعيف، وقد ورد في الحديث القدسي عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ حَدِيثًا يَرْفَعُهُ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
(( إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ جِسْمَهُ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ تَأْتِى عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَمْ يَفِدْ إِلَىَّ لَمَحْرُومٌ ))
[ البيهقي في السنن الكبرى، وانظر الجامع الصغير للسيوطي]

2 ـ تزويج الابن الذي يغشى عليه الانحراف أولى من حج النفل:
لكن حينما يحج المسلم حجة الفريضة، وله ولد في سن الزواج، ويخشى عليه الانحراف فالأولى أن يزوِّجه بدل من أن يحج حجة النفل، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وأن الله لا يقبل نافلة أدَّت إلى ترك واجب.
ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثراً، ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:
(( اللهم حجةً لا سُمعة فيها ولا رياء ))
[ الجامع الصغير عن أنس، وسنده صحيح ]
ومعنى هذا أن من انحراف الحاج أن يبتغي من حجه السمعة والرياء.

3 ـ إعانة الفقراء وذوي الحاجات أولى من حج النفل:
قال ابن كثير: خرج عبد الله بن المبارك إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائرٌ معهم، فأمر بإلقائه في قمامة البلدة، وسار أصحابه أمامه، وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالقمامة إذا بجارية قد خرجت من دار قريبة، وأخذت ذلك الطائر الميت، ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء ابن المبارك، وسألها عن أمرها، وأخْذها الطائرَ الميت، واستحيت أولاً، ثم قالت: أنا وأمي هنا، وليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يُلقى على هذه القمامة، وكان لنا والد ذو مال عظيم، أُخذ ماله، وقتل لسبب أو بآخر، ولم يبق عندنا شيء نتبلغ به، أو نقتات منه، سمع ذلك ابن المبارك فدمعت عيناه، وأمر برد الأحمال والمؤونة، وقال لوكيله: كم معك من النفقة، قال: ألف دينار، فقال له: أبقِ لنا عشرين ديناراً تكفينا لإيابنا، وأعط الباقي إلى هذه المرأة المصابة، فوالله لقد أفجعتني بمصيبتها.
يقول ابن المبارك: وإن هذا أفضل عند الله من حجنا هذا العام، ثم قفل راجعاً، ولم يحج، واعتقد أن هذه الصدقة فوق الحج المبرور، والسعي المشكور.
وسأل رجل ذا النون المصري قائلاً له: عندي مائة درهم أأحج بها أم أتصدق ؟ قال ذو النون: أحَجَجْتَ الفرض ؟ قال: نعم، قال: إن قسمتها على عشرٍ من العائلات الفقيرة، وأعطيـت كلاً عشرة دراهم كان ذلك خيراً عند الله من حجة النفل، فإن شئت فاسمع مني ما أقول، ففعل الرجل، وتصدَّق بالمال.
من الإعجاز العلمي في آية الحج: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
بقيت إشارة لطيفية إلى نوع من الإعجاز العلمي في آية الحج، وهي قوله تعالى:
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
( سورة الحج )
أي من كل فج بعيد، هذا هو المعنى، والسؤال، لمَ قال الله جل جلاله:
﴿ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
، ولم يقل: من كل فج بعيد ؟
إن كلمة عميق تشير إلى خاصة في الأرض لم تكن معروفة يوم نزول القرآن.. ما الخاصة، وما نوع الإعجاز ؟
أيها الإخوة الأكارم، تأملوا في كلمة:
﴿ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
، لمَ لمْ يقل ربنا: من كل فج بعيد ؟ فإن لم تهتدوا إلى الإجابة الصحيحة فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
والحمد لله رب العالمين

Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى