الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا تكسب من التوبة فى الآخرة ؟ وماذا تخسر ؟؟ الاستقبال الملائكى للمتوفى أثناء الوفاة فقط

اذهب الى الأسفل

ماذا تكسب من التوبة فى الآخرة ؟    وماذا تخسر ؟؟       الاستقبال الملائكى للمتوفى أثناء الوفاة  فقط Empty ماذا تكسب من التوبة فى الآخرة ؟ وماذا تخسر ؟؟ الاستقبال الملائكى للمتوفى أثناء الوفاة فقط

مُساهمة  Admin السبت يناير 28, 2012 3:03 pm

كيف يكون الاستقبال الملائكى للمتوفى ؟:

الحذر الحذر لأن الأجل سينتهي فى أي لحظة وفى أي مكان .!!
الانسان ذاهب لمقابلة الموت أو القتل فى اللحظة المحددة والمكان المحدد ؟!! .
[] ماذا تكسب من التوبة فى الآخرة ؟! وماذا تخسر ؟!
رحلة العودة وتتكون من لحظات الموت هى المرحلة الأولى فى رحلة العودة وتتكون من:
(1) الموت نفسه .
(2) الإنسان المتوفى وفيها العذاب قبل القبر.
(3) الملائكة الذين لهم علاقة بالمتوفى .
(4) الأقرباء والأصدقاء وكل الحاضرين بجانب المتوفى .

والعودة دليل مادى على بداية الخلق كما بدأكم تعودون قال تعالى:
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) } المؤمنون

ومع بداية العودة أو سمها الانتقال للحياة الكبرى تحدث تغيرات.:
الموت: عندما يأتي الموت ويتجلى للمحتضر، تبدأ أسرار هذا العالم الجديد بالظهور بعد أن كانت غيباً خاصاً بهذا العالم.
أي أنّ وقوع الموت كان المفتاح الذي لا بد منه لتجلّي هذه الغيوب. ...

[1] الموت نفسه يحضر للمتوفى سواء فى المعركة أو على سريره وهو نائم ...
فالموت حتم في موعده المقدر . ولا علاقة له بالحرب والسلم . ولا علاقة له بحصانة المكان الذي يحتمي به الفرد أو قلة حصانته . ولا يؤخره أن يؤخر عنهم تكليف القتال إذن؛ ولا هذا التكليف والتعرض للناس في الجهاد يعجله عن موعده . . هذا أمر وذاك أمر؛ ولا علاقة بينهما . . إنما العلاقة هناك بين الموت والأجل . بين الموعد الذي قدره الله وحلول ذلك الموعد . . وليست هنالك علاقة أخرى . . ولا معنى إذن لتمني تأجيل القتال .
ولا معنى إذن لخشية الناس في قتال أو في غير قتال!

و يعالج المنهج القرآني كل ما يهجس في الخاطر عن هذا الأمر؛ وكل ما ينشئه التصور المضطرب من خوف ومن ذعر . .
ليس معنى هذا ألا يأخذ الإنسان حذره وحيطته وكل ما يدخل في طوقه من استعداد وأهبة ووقاية . . فقد سبق أن أمرهم الله بأخذ الحذر . وفي مواضع أخرى أمرهم بالاحتياط في صلاة الخوف . وفي سور أخرى أمرهم باستكمال العدة والأهبة . . ولكن هذا كله شيء ، وتعليق الموت والأجل به شيء آخر . . إن أخذ الحذر واستكمال العدة أمر يجب أن يطاع ، وله حكمته الظاهرة والخفية ، ووراءه تدبير الله . . وإن التصور الصحيح لحقيقة العلاقة بين الموت والأجل المضروب - رغم كل استعداد واحتياط - أمر آخر يجب أن يطاع؛ وله حكمته الظاهرة والخفية ، ووراءه تدبير الله .

في ظلال القرآن - (2 / 193) ومتاع الدنيا كله والدنيا بطولها قليل!؟
{ والآخرة خير لمن اتقى } . وليست الدنيا لأن الآخرة هى دار القرار ودار المتاع ، ولكن لمن اتقى الله. و يخشى الله . وليس الناس . . الذين سبق أن قال : إنهم يخشونهم كخشية الله - أو أشد خشية! - والذي يتقي الله لا يتقي الناس . والذي يعمر قلبه الخوف من الله لا يخاف أحداً . فماذا يملك له إذا كان الله لا يريد ؟
{ ولا تظلمون فتيلاً } فلا غبن ولا ضير ولا بخس؛ إذا فاتهم شيء من متاع الدنيا . فهناك الآخرة . وهناك الجزاء الأوفى؛ الذي لا يبقى معه ظلم ولا بخس في الحساب الختامي للدنيا والآخرة جميعاً !
هنا تجيء اللمسة التي تصحح التصور عن حقيقة الموت والحياة ، والأجل والقدر؛ وعلاقة هذا كله بتكليف القتال ، الذي جزعوا له هذا الجزع ، وخشوا الناس فيه هذه الخشية!
ماذا تعرف عن الموت ؟!!
قال تعالى :{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)} الزمر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ النوم أخو الموت ، ولا ينام أهل الجنة }. [ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الثالث 1087 ( الصحيحة ) ]

وماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم عند النوم وعند اليقظة ؟!!
{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ، ثم قال: اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ونبيك الذي أرسلت ، وقال صلى الله عليه وسلم: من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة .} [ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السادس 2 2889 ( الصحيحة ) ]
عن حذيفة قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: "" اللهم باسمك أحيا وأموت "" وإذا استيقظ قال: "" الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور " [ـ سنن أبي داود كتاب الأدب 5049 ( صحيح )]
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام قال اللهم باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد ما أماتها وإليه النشور } ـ سنن الترمذي 45- كِتَاب الدَّعَوَاتِ 3417 ( صحيح ) .قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .
عن حذيفة قال{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتبه من الليل قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور .} [ـ سنن ابن ماجة 34- كِتَاب الدُّعَاءِ 3880 ( صحيح )]

رحلة العودة تبدأ بالموت الدى يقابل الإنسان وجها لوجه فى موعده المحدد زمانا ومكانا للفرد وللجماعة أو الأمة . الموت: عندما يأتي الموت ويتجلى للمحتضر، تبدأ أسرار هذا العالم الجديد بالظهور بعد أن كانت غيباً خاصاً بهذا العالم. أي أنّ وقوع الموت كان المفتاح الذي لا بد منه لتجلّي هذه الغيوب. ...فيرى المحتضر الملائكة ويتكلم معهم..
الدليل من القرآن الكريم
الموت يقابل الإنسان ولا يجيئ من الخلف قال تعالى :
{ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) } الجمعة

فى الزمان المحدد له أى للفرد أو الجماعة للفرد: قال تعالى :
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)} النحل

للجماعة أو الأمة: قال تعالى :
{ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)} يونس

وفى المكان المحدد قال تعالى:
{ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} آل عمران
تجيئ رسل الموت ثم تقوم بنزع الروح بدون تفريط قال تعالى:
{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)} الأنعام

هل بعد ذِكْرى و ذِكْرك لملك الملوك مالك يوم الدين على الأقل سبعة عشر مرة إذاكنت تصلى الفرض فقط وذهبت للنوم [ الموت = تجربة عملية يمر بها كل إنسان يوميا مرة أو مرتين !!] هل تسلم نفسك لله طوعا وتقول اللهم باسمك أموت وأحيا ، أى أننى مستعد لحساب يوم الدين لأنه ما يدرينى وما يضمن لى أن روحى سوف تعود إلى ....وهل إذا استيقظت حمدت الله أن أحياك بعد ما أماتك وإليه النشور .

ما دور الملائكة التى لها علاقة بالمتوفى :
[2] ماذا يرى المتوفى أثناء الوفاة؟ يرى الملائكة !! يبصرونهم يود المجرم
(1) الملائكة الحفظة قال تعالى:{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) } الأنعام
(2) الملائكة المختصون بقبض الروح قال تعالى: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) } السجدة
(3) الملائكة المختصون باستلام الروح .. جالسون منه مد البصر ، الحديث
المتوفى يرى الملائكة قبل وأثناء الوفاة
ـ مشكاة المصابيح/ المجلد الأول باب ما يقال عند من حضره الموت- الفصل الأول1630 [ 15 ] ( صحيح )
وعن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال: "" استعيذوا بالله من عذاب القبر "" مرتين أو ثلاثا ، ثم قال: "" إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان "" قال: "" فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض "" قال: "" فيصعدون بها فلا يمرون -يعني بها- على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيب! فيقولون: فلان بن فلان! بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال: "" فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولون له: من ربك ؟ فيقول: ربي الله ، فيقولون له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن قد صدق فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة "" قال: "" فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره "" قال : "" ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك ! هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول: أنا عملك الصالح فيقول : رب أقم الساعة، رب أقم الساعة ،حتى أرجع إلى أهلي ومالي "" .

قال : "" وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من الله "" قال : "" فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له "" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )
"" فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى! فتطرح روحه طرحا "" ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )
"" فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك: فيقول: هاه! هاه! لا أدرى ، فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول : هاه! هاه! لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك! هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ، فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: رب ! لا تقم الساعة .

وفي رواية نحوه وزاد فيه : "" إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم . وتنزع نفسه يعني الكافر مع العروق ، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا يعرج روحه من قبلهم

ما هى علامة الموت ؟
عن أم سلمة قالت:{ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر} . ـ سنن ابن ماجة 6- كِتَاب مَا جَاءَ فِي الْجَنَائِزِ 6- بَاب مَا جَاءَ فِي تَغْمِيضِ الْمَيِّتِ 1454 ( صحيح )
عن أبي هريرة . { ألم تروا إلى الإنسان إذا مات شخص بصره فذاك حين يتبع بصره نفسه} ـ صحيح الجامع الصغير المجلد الأول 1313 ( صحيح )

[3] ماذا تقول الملائكة للمتوفى :
(أ) ماذا تقول الملائكة للمتوفيين الطيبين ؟

يبشرون المؤمنين بالجنة عند قبض أرواحهم ، ويستقبلونهم بالبشرى في الآخرة ويسلمون عليهم في الجنة قال تعالى:
{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) }النحل 32

الشهداء أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ َ وَيَسْتَبْشِرُونَ ويستبشرون قال تعالى:
{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) } البقرة
قال تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) } آل عمران

وفى هذا الرد البليغ على منكر السنة بل منكر القرآن الضال المضل

(ب) وماذا تقول الملائكة للكافرين و للظالمين ؟!! وماذا يفعلون ؟؟! في لحظة الوفاة ، لحظة الضيق والكرب والخوف .نهاية الحياة الدنيا الفانية وبداية الحياة الآخرة الدائمة لهم تفتتح بضرب الوجوه والأدبار . الأدبار التي ارتدوا عليها من بعدما تبين لهم الهدى! فيالها من مأساة! وهم بين أحبابهم وأمامهم وقبل القبر .. وبلسان عربى مبين
[أولا] بالنسبة للكافرين أمثال فرعون:

الْمَلَائِكَةُ () يَضْرِبُونَهم على وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ () ويقولوا لهم ذُوقُواعَذَابَ الْحَرِيقِ في لحظة الوفاة ، لحظة الضيق والكرب والمخافة قال تعالى:

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)} الأنفال

هاتين الآيتين تعنيان حالة دائمة كلما توفت الملائكة الذين كفروا . . كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وكما حدث للمشركين في يوم بدر وفي غيره . .
ويكون قوله تعالى : { ولو ترى } . . موجهاً توجيه الخطاب لكل من يرى ، كما يكثر مثل هذا الأسلوب في التوجيه إلى المشاهد البارزة التي من شأنها أن يتوجه إليها كل من يرى . .{ وأنتم حينئذ تنظرون } فالتعبير القرآني يرسم صورة منكرة للذين كفروا ، والملائكة تستل منهم أرواحهم في مشهد مهين؛ يضيف المهانة والخزي ، إلى العذاب والموت :{ ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم }
ثم يتحول السياق من صيغة الخبر إلى صيغة الخطاب : { وذوقوا عذاب الحريق } .ليرد المشهد حاضراً كأنه اللحظة مشهود؛ وكأنما جهنم بنارها وحريقها في المشهد وهم يدفعون إليها دفعاً مع التأنيب والتهديد :
{ ذلك بما قدمت أيديكم } . .وأنتم إنما تلاقون جزاء عادلاً ، تستحقونه بما قدمت أيديكم :
{ وأن الله ليس بظلام للعبيد } . .وهذا النص - بما يعرضه من مشهد { عذاب الحريق } إنهم يذوقون عذاب الحريق أثناء توفيهم . .. . فهو أمر من أمور الغيب الذي استأثر الله بعلمه؛ وليس علينا فيه إلا اليقين بوقوعه . وهو واقع ماله من دافع . أما كيف فعلم ذلك عند علام الغيوب .
وضرب الله لنا المثل : حال المشركين يوم بدر؛ والملائكة تشترك في المعركة - كما قال لهم الله سبحانه :
{ فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان . ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ، ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب } وإن كنا لا ندري كيف تضرب الملائكة فوق الأعناق وكل بنان . ولكن جهلنا بالكيفية لا يدعونا إلى تأويل هذا النص عن مدلوله الظاهر؛ وهو أن هناك أمراً من الله للملائكة بالضرب ، وأن الملائكة { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } وتكون هاتان الآيتان هنا تذكيراً بما كان يوم بدر؛ وتكملة لحكاية فعل الملائكة فيه بالذين كفروا . .

وأضرب لكم مثلا من الحياة : هل المريض الذى يشتكى من نار يحس بها فى صدره بسبب الحموضة أو آلام الذبحة الصدرية ؟! وهل المريض نفسه أو أقاربه وأصدقاؤه من حوله أوحتى الطبيب يرون النار؟! لا لا ولكن المريض يذوق ألم الحريق . وكدلك مريض السكرى يشكو من حرقان أو نار فى أطرافه يذوقها ويحس بها ولا يراها

[ ثانيا ] بالنسبة لظالمى أنفسهم :
وذلك باتباعهم ما أسخط الله وكرهوا رضوانه قال تعالى:
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)} محمد { والله يعلم إسرارهم } .
وهو تعقيب كله تهديد . فأين يذهب تآمرهم وإسرارهم وماذا يؤثر؛ وهو مكشوف لعلم الله؟ معرض لقوة الله؟
ثم التهديد السافر بجند الله ،والمتآمرون في نهاية الحياة :{ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} !
وهو مشهد مفزع مهين . وهم يحتضرون . ولا حول لهم ولا قوة . وهم في نهاية حياتهم على هذه الأرض . وفي مستهل حياتهم الأخرى . هذه الحياة التي تفتتح بضرب الوجوه والأدبار . في لحظة الوفاة ، لحظة الضيق والكرب والمخافة . والأدبار التي ارتدوا عليها من بعدما تبين لهم الهدى! فيالها من مأساة!
{ ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله ، وكرهوا رضوانه ، فأحبط أعمالهم } . .فهم الذين أرادوا لأنفسهم هذا المصير واختاروه . هم الذين عمدوا إلى ما أسخط الله من نفاق ومعصية وتآمر مع أعداء الله وأعداء دينه ورسوله فاتبعوه . وهم الذين كرهوا رضوان الله فلم يعملوا له ، بل عملوا ما يسخط الله ويغضبه . . { فأحبط أعمالهم } . . التي كانوا يعجبون بها ويتعاجبون؛ ويحسبونها مهارة وبراعة وسياسة وهم يتآمرون على المؤمنين ويكيدون . فإذا بهذه الأعمال تتضخم وتنتفخ . ثم تهلك وتضيع!
وفي نهاية الشوط يتهددهم بكشف أمرهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين ، الذين يعيشون بينهم متخفين؛ يتظاهرون بالإسلام وهم لهم كائدون : { أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم؟ ولو نشاء لأريناكهم ، فلعرفتهم بسيماهم ، ولتعرفنهم في لحن القول ، والله يعلم أعمالكم . ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم } . .

ولقد كان المنافقون يعتمدون على إتقانهم فن النفاق ، وعلى خفاء أمرهم في الغالب على المسلمين . فالقرآن يسفه ظنهم أن هذا الأمر سيظل خافياً ، ويهدّدهم بكشف حالهم وإظهار أضغانهم وأحقادهم على المسلمين .

ماذا تقول الملائكة للمتوفى * أخرجوا أنفسكم * تجزون عذاب الهون *جئتم فرادى * أين شفعاؤكم؟ قال تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)} الأنعام

وقالت الملائكة للمستضعفين () فيم كنتم ؟ ()ألم تكن أرض الله واسعة؟ قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) } النساء

أثناء الوفاة يلاقون جميع أنواع العذاب بلسان عربى مبين وبخطاب مباشر (1) الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم (2) بإذاقتهم عذاب الحريق (3) بالعذاب المعنوى عذاب الإهانة -- وماذا يقول المتوفى ؟! وماذا يرى المحيطين به؟؟ ماذا يقول الكافرون والظالمون وكل المخالفين ساعة الاحتضار = ساعة قبض الروح ؟!

ماذا يقول المتوفى :
(1) عندما يرون الملائكة يقولون : حجراً محجوراً أي حراماً محرماً
(2) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
(3) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا يقول ذلك وهو يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ قال تعالى:
{ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) .. (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) } الفرقان .

إن المشركين لا يرجون لقاء الله ، أي لا ينتظرون هذا اللقاء ، ولا يحسبون حسابه ، ولا يقيمون حياتهم وتصرفاتهم على أساسه . ومن ثم لا تستشعر قلوبهم وقار الله وهيبته وجلاله ، فتنطلق ألسنتهم بكلمات وتصورات لا تصدر عن قلب يرجو لقاء الله فقالوا :{ لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا! } . .
{ لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً } . .لقد عظم شأنهم في نظر أنفسهم ، فاستكبروا وطغوا طغياناً كبيراً . لقد تضخم شعورهم بأنفسهم حتى شغلهم عن تقدير القيم الحقيقية ووزنها وزناً صحيحاً ..

ثم يسخر منهم بصدق وحق ، إذ يطلعهم على الهول الذي ينتظرهم يوم يرون الملائكة ورؤية الملائكة هي أقل الطلبين تطاولاً فإنهم لا يرون الملائكة إلا في يوم عصيب هائل ، ينتظرهم فيه العذاب الذي لا طاقة لهم به ، ولا نجاة لهم منه . ذلك هو يوم الحساب والعقاب :
{ يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين . ويقولون : حجراً محجوراً . وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً } . .. يوم يتحقق اقتراحهم الذي اقترحوه : { يوم يرون الملائكة } يومئد لا يبشر المجرمون ولكن يعذبون . فيالها من استجابة لما يقولون! يومئذ يقولون : { حجراً محجوراً } أي حراماً محرماً . وهي جملة اتقاء للشر وللأعداء كانوا يقولونها استبعاداً لأعدائهم وتحرزاً من أذاهم . وهي تجري في ذلك اليوم على ألسنتهم بحكم العادة من الذهول حين يفاجأون . ولكن أين هم اليوم مما كانوا يقولون! إن الدعاء لا يعصمهم ولا يمنعهم :.. { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً } . .هكذا في لحظة . والخيال يتبع حركة القدوم المجسمة المتخيلة على طريقة القرآن في التجسيم والتخييل وعملية الإثارة للأعمال ، والتذرية في الهواء ، فإذا كل ما عملوا في الدنيا من عمل صالح هباء . ذلك أنه لم يقم على الإيمان ، الذي يصل القلب بالله ، والذي يجعل العمل الصالح منهجاً مرسوماً وأصلاً قاصداً ، لا خبط عشواء ، ولا نزوة طارئة ، ولا حركة مبتورة لا قصد لها ولا غاية . فلا قيمة لعمل مفرد لا يتصل بمنهج ، ولا فائدة لحركة مفردة ليست حلقة من سلسلة ذات هدف معلوم .
إن وجود الإنسان وحياته وعمله في نظرة الإسلام موصولة كلها بأصل هذا الكون ، وبالناموس الذي يحكمه ، والذي يصله كله بالله . بما فيه الإنسان وما يصدر عنه من نشاط . فإذا انفصل الإنسان بحياته عن المحور الرئيسي الذي يربطه ويربط الكون ، فإنه يصبح لقي ضائعاً لا وزن له ولا قيمة ، ولا تقدير لعمله ولا حساب . بل لا وجود لهذا العمل ولا بقاء .
والإيمان هو الذي يصل الإنسان بربه؛ فيجعل لعمله قيمة ووزناً ، ويجعل له مكانه في حساب هذا الكون وبنائه .وهكذا تعدم أعمال أولئك المشركين . تعدم إعداماً يصوره التعبير القرآني تلك الصورة الحسية المتخيلة : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً } .

(4)يقول رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا (5) فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ (6) و قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (7) وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ قال تعالى:
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) } المؤمنون

بعد أن اعترف على نفسه .... واستسلم قال تعالى:
{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)} النحل
قال تعالى: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) } الأنعام
قال تعالى: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) } الأعراف

قال تعالى: { وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54) } يونس

[4] وماذا يرى المحيطين بالمحتضر؟؟ وماذا يسمعون ؟! الأهل والأحباب والأصحاب بجانب المتوفى
فماذا أنتم فاعلون إذ تبلغ الحلقوم ، وتقفون في مفرق الطريق المجهول؟
يصور الموقف التصوير القرآني الموحي ، الذي يرسم ظلال الموقف كلها في لمسات سريعة ناطقة بكل ما فيه ، وبكل ما وراءه ، وبكل ما يوحيه .{ فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون . ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون } . . لنكاد نسمع صوت الحشرجة ، ونبصر تقبض الملامح ، ونحس الكرب والضيق من خلال قوله : { فلولا إذا بلغت الحلقوم } . . كما نكاد نبصر نظرة العجز وذهول اليأس في ملامح الحاضرين من خلال قوله : { وأنتم حينئذ تنظرون } . . هنا . في هذه اللحظة . وقد فرغت الروح من أمر الدنيا . وخلفت وراءها الأرض وما فيها . وهي تستقبل عالماً لا عهد لها به ، ولا تملك من أمره شيئاً إلا ما أدخرت من عمل ، وما كسبت من خير أو شر .
هنا وهي ترى ولا تملك الحديث عما ترى .[ ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بما ترى، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بما يرى ] وقد انفصلت عمن حولها وما حولها . الجسد هو الذي يراه الناظرون . ولكنهم ينظرون ولا يرون ما يجري ولا يملكون من الأمر شيئاً .
هنا تقف قدرة البشر ، ويقف علم البشر ، وينتهي مجال البشر . هنا يعرفون - ولا يجادلون - أنهم عجزة عجزة . قاصرون قاصرون .هنا يسدل الستار دون الرؤية . ودون المعرفة. ودون الحركة . هنا تتفرد القدرة الإلهية ، والعلم الإلهي .ويخلص الأمر كله لله بلا شائبة ولا شبهة ولا جدال ولا محال :
{ ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون } ! وهنا يجلل الموقف جلال الله ، ورهبة حضوره - سبحانه وتعالى - وهو حاضر في كل وقت . ولكن التعبير يوقظ الشعور بهذه الحقيقة التي يغفل عنها البشر . فإذا مجلس الموت تجلله رهبة الحضور وجلاله . فوق ما فيه من عجز ورهبة وانقطاع ووداع .
وفي ظل هذه المشاعر الراجفة الواجفة الآسية الآسفة يجيء التحدي الذي يقطع كل قول وينهي كل جدال :
{ فلولا إن كنتم غير مدينين : ترجعونها إن كنتم صادقين! } فلو كان الأمر كما تقولون : إنه لا حساب ولا جزاء . فأنتم إذن طلقاء غير مدينين ولا محاسبين . فدونكم إذن فلترجعوها - وقد بلغت الحلقوم - لتردوها عما هي ذاهبة إليه من حساب وجزاء . وأنتم حولها تنظرون . وهي ماضية إلى الدينونة الكبرى وأنتم ساكنون عاجزون ! هنا تسقط كل تعلة . وتنقطع كل حجة . ويبطل كل محال . وينتهي كل جدال . ويثقل ضغط هذه الحقيقة على الكيان البشري ، فلا يصمد له ، إلا وهو يكابر بلا حجة ولا دليل!

ثم يمضي السياق في بيان مصير هذه الروح الذي يتراءى لها من بعيد حين تبلغ الحلقوم ، وتستدبر الحياة الفانية ، وتستقبل الحياة الباقية .
إذا كانت تلك المشاهد تستمد قوتها وإيقاعها في النفس ، من قوة الحقيقة الكامنة فيها ، وقوة الأداء القرآني الذي يشخصها ويحييها ، فإن السورة بعد عرض تلك المشاهد تقرب وتقرب حتى تلمس حس المخاطبين بمشهد آخر حاضر واقع مكرور ، لا تمر لحظة حتى يواجههم في هذه الأرض بقوته ووضوحه ووزنه الثقيل!

متى يرى الإنسان الملائكة ؟ إذا جاء الموت : عذاب الخزى فى الحياة الدنيا
يوم يرون الملائكة : { وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)} الفرقان

إنه مشهد الموت . الموت الذي ينتهي إليه كل حي ، والذي لا يدفعه عن نفسه ولا عن غيره حي . الموت الذي يفرق الأحبة ، ويمضي في طريقه لا يتوقف ، ولا يتلفت ، ولا يستجيب لصرخة ملهوف ، ولا لحسرة مفارق ، ولا لرغبة راغب ولا لخوف خائف! الموت الذي يصرع الجبابرة بنفس السهولة التي يصرع بها الأقزام ، ويقهر بها المتسلطين كما يقهر المستضعفين سواء! الموت الذي لا حيلة للبشر فيه وهم مع هذا لا يتدبرون القوة القاهرة التي تجريه :
{ كلا! إذا بلغت التراقي ، وقيل : من راقٍ ؟ وظن أنه الفراق ، والتفت الساق بالساق . إلى ربك يومئذ المساق } . .
إنه مشهد الاحتضار ، يواجههم به النص القرآني كأنه حاضر ، وكأنه يخرج من ثنايا الألفاظ ويتحرك كما تخرج ملامح الصورة من خلال لمسات الريشة!. . وحين تبلغ الروح التراقي يكون النزع الأخير ، وتكون السكرات المذهلة ، ويكون الكرب الذي تزوغ منه الأبصار . . ويتلفت الحاضرون حول المحتضر يتلمسون حيلة أو وسيلة لاستنقاذ الروح المكروب : { وقيل : من راقٍ؟ } لعل رُقية تفيد! . . وتلوَّى المكروب من السكرات والنزع . . والتفت الساق بالساق. . وبطلت كل حيلة ، وعجزت كل وسيلة ، وتبين الطريق الواحد الذي يساق إليه كل حي في نهاية المطاف : { إلى ربك يومئذ المساق } . . وحالة الاحتضار ترتسم ويرتسم معها الجزع والحيرة واللهفة ومواجهة الحقيقة القاسية المريرة ، التي لا دافع لها ولا راد . . ثم تظهر النهاية التي لا مفر منها . . { إلى ربك يومئذ المساق } . .
ويسدل الستار على المشهد الفاجع ، وفي العين منه صورة ، وفي الحس منه أثر ، وعلى الجو كله وجوم صامت مرهوب .
وفي مواجهة المشهد الأليم الواقع يعرض مشهد اللاهين المكذبين ، الذين لا يستعدون بعمل ولا طاعة ، بل يقدمون المعصية والتولي ، في عبث ولهو ، وفي اختيال بالمعصية والتولي :{ فلا صدق ولا صلى ، ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى } ! . .
وقد ورد أن هذه الآيات تعني شخصاً معيناً بالذات ، قيل هو أبو جهل « عمرو بن هشام » . وأمثاله كثيرون اليوم !!

ونلاحظ هنا أن هذا الإنسان اللاهى المكذب مر بتجربتين (1) يمر بنفسه تجربة النوم المماثل للموت يوميا وفيه تتغير وفى أثناء هذا النوم يرى ويسمع ويتكلم ويحس بالسعادة ويحس بالعذاب وبالألم ولا يسمعه النائمون جنبه !! ولا .. ولا .. ، (2) والتجربة الثانية يرى المتوفى ويعلم علم اليقين الحوار الذى الدائر بين المحتضر والملائكة كما أخبرنا به ربنا سبحانه وتعالى المذكور _ وسيعلم هذا حق اليقين عند احتضاره فسيمر بذلك بنفسه إن خيرا فخيرا . وإن شرا
فالله سبحانه وتعالى يعطينا البرهان ....

أخوكم
د السيد شطا
رقم الجوال بمصر 0020165467336
https://elsaidshata.yoo7.com/
elsaid_shata@yahoo.com


Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى