الدكتور السيد شطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا تعرف عن أسماء سورة الفاتحة ؟

اذهب الى الأسفل

ماذا تعرف عن أسماء سورة الفاتحة ؟ Empty ماذا تعرف عن أسماء سورة الفاتحة ؟

مُساهمة  Admin السبت يناير 08, 2011 2:38 pm

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين


سُّورَة الفاتحة
هذه السورة الكريمة مكية وآياتها سبعٌ بالإِجماع،
والبسملة آية منها لقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح:
[ إذا قرأتم: { الحمد لله } فاقرؤا: { بسم الله الرحمن الرحيم } ، إنها أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني ، و { بسم الله الرحمن الرحيم } إحداها ]. ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الثالث 1183 ( الصحيحة )

وتسمى "الفاتحة" لقوله صلى الله عليه وسلم :
{ لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب }( ـ إرواء الغليل 302 ( متفق عليه ) ) ولافتتاح الكتاب العزيز بها حيث إِنها أول القرآن في الترتيب لا في النزول، وهي - على قصرها ووجازتها - قد حوت معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإِجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإِيمان بصفات الله الحسنى، وإِفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء، والتوجه إِليه جلَّ وعلا بطلب الهداية إِلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إِليه بالتثبيت على الإِيمان ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والإطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، إلى غير ما هنالك من مقاصد وأغراض وأهداف، فهي كالأم بالنسبة لبقية السور الكريمة ولهذا تسمّى "أم الكتاب" لأنها جمعت مقاصده الأساسية.

فضـــلهَــا:
روى الإِمام أحمد في المسند أن "أبيَّ بن كعب" قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم أم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده ما أُنزل في التوراة ولا في الإِنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه)
فهذا الحديث الشريف يشير إلى قوله تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [سورة: الحجر - الأية: 87]
وفى صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبى سعيد بن المعلَّى: (لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبعُ المثاني والقُرآن العظيم الذي أُوتيته).
هي تلك السورة التي لم تتجاوز كلماتها خمسا وعشرين كلمة لا تصح الصلاة إلا بها..
و المسلم يقرؤها في الصلاة سبع عشرة مرة في اليوم علي الأقل. و هي عدد الركعات المفروضة.
و لأن هذه السورة فيها من المعانى و الصفات ما ليس في غيرها, فقد شرفها الله بأن قسمها بينه وبين عبده, و جعلها نورا من الأنوار الربانية التى نزلت علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ففي رواية للإمام مسلم أن ملكا من السماء أتى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: ( أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبى قبلك: فاتحة الكتاب, و خواتيم سورة البقرة. لن تقرأ حرفا منها إلا أوتيته. )
و عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أنزل الله في التوراة و لا في الإنجيل مثل أم القران و هي السبع المثاني ) ( سنن الترمذى 44-كتاب تفسير القرآن صحيح 3125)
و قد قسمها الله بينه وبين عبده, و جعل لعبده ما سأل فيها.
- وقد قيل أن القرآن قد جمع فيها. وهي فاتحة للتوبة والرجوع إلى الله، وفيها طلب الهداية للصراط المستقيم، والرفض القاطع لطريق المغضوب عليهم والضالين.
ولا هداية إلا بعونه، ولا قبول للتوبة إلا برضاه عن العبد، وهذا لا يكون إلا بإعطاء الفاتحة حقها عند القراءة من التدبر والخشوع ، والفهم لكل معنى فيها، وهو المطلوب فى قوله تعالى { حتى تعلموا ما تقولون } والله أعلم.
ولهذا فإن قراءتها بحقها تؤدى إلى نتيجة واحدة هي التوبة النصوح، لذلك عند قراءة الفاتحة لابد أن يدرك الإنسان ذنوبه ويعترف بها ويعزم على الإقلاع عنها ، والعودة بعد المعاصي إلى الطاعات.

أسماء السورة :
التسِمَيــــة: تسمى "الفاتحة، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والشافية، والوافية، والكافية، والأساس، والحمد" وقد ذكر العلامة القرطبى لهذه السورة اثنى عشر اسماً.
سورة الفاتحة لها مكانه عظيمة بين سور القرآن الكريم، فقد سميت بالعديد من الأسماء .. وكلما تعددت أسماء الشيء الواحد .. دل ذلك على علو مكانته .. ونذكر لها اثنى عشر اسما من الأسماء المعروفة وهي:
[1] الصلاة سميت سورة الفاتحة بالصلاة للحديث القدسي لله عز وجل إذ يقول (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين …. ) سبق ذكره.

[2] الحمد لأنها تبدأ بكلمة الحمد وتشمل الحمد كله ..

[3] فاتحة الكتاب {قوله صلى اله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب } ـ إرواء الغليل 302 ( متفق عليه )

[4] أم الكتاب لقـولــه تعــالى: {هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مّحْكَمَاتٌ هُنّ أُمّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمّا الّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [سورة: آل عمران - الأية: 7] و قال تعالى: { وَإِنّهُ فِيَ أُمّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيّ حَكِيمٌ} [سورة: الزخرف - الأية: 4]
والإمام البخاري قال إنها سميت أم الكتاب لأنه يبتدأ بها المصحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة.

[5] أم القرآن سميت بهذا الاسم لأنها تضمنت التوحيد والعبادة والوعظ والتذكير بيوم الدين .. ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة: (الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثانى..) (سنن أبى داود صحيح 1457 )
وفى حديث آخر رواه الترمذي عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :.. قال أحد الصحابة : أم القرى مكة وأم القرآن سورة الحمد.. وقيل إنها سميت أم القرآن لأنها أوله ومتضمنة لجميع علومه.

[6] المثـانـى التى تثنى وتكرر قراءتها في الصلاة . وفي صحيح البخاري أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلَّى: (لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبعُ المثاني والقُرآن العظيم الذي أُوتيته).
قال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [سورة: الحجر- الأية: 87]

[7] القرآن العظيم لأنها تتضمن جميع علوم القرآن ، وتشمل الثناء على الله عز وجل بأوصاف كماله وجلاله

[8] الشافية وذلك مأخوذ من الحديث الشريف الذى رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (فاتحة الكتاب شفاء من كل سقم ..)مسلم5543

[9] الرقية وذلك من الحديث الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : (.. ما أدراك أنها رقية ..) قال يا رسول الله ألقي في روعي ذلك...وقال السورة كلها رقية, وقال ابن المهلب : إن موضوع الرقية منهـا (إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ) والبخارى 4665كتاب الطب

[10] الأساس لقول ابن عباس .. لكل شيء أساس ، وأساس الدنيا مكة ، وأساس الكتب القرآن .. وأساس القرآن الفاتحة ، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم .. فإذا اعتللت أو شكوت فعليك بالفاتحة تشفى .

[11] الوافية يقول سفيان بن عيينه : لأنها لا تنـتصف ولا تحتمل الإختزال .. ولو قرأ من سائر السور نصفها في ركعة ونصفها الآخر في ركعة جاز ذلك _ ولو نصفت الفاتحة فى ركعتين لم يجز .

[12] الكافية وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه محمد الإسكندراني : (..أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها عوضا عنها..) كما قال ابن كثير ( إنــها تكفـى عـن سواها .. ولا يكفى سواها عنها..)

لماذا هي شافية …؟
قد يتساءل بعضنا كيف كانت سورة الفاتحـة شـافية ؟ وما الدليل القرآني على شفائها للمرضـي ؟
والجواب فى قول الله عز وجل:
{ وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً} [سورة: الإسراء - الأية: 82]
و قوله تعالى:
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ} [سورة: فصلت - الأية: 44]
تفسير ابن كثير :
يقول تعالى مخبرا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد إنه شفاء ورحمة للمؤمنين أي يذهب ما في القلوب من أمراض الشك والنفاق والشرك والزيغ والميل والضلال فالقرآن يشفى من ذلك كله وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة ، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه للقرآن إلا بعداً وكفراً والآفة من الكافر لا من القرآن كما اخبرنا ربنا وتعالي بقوله:
{ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ} [سورة: فصلت - الأية: 44]
وقال تعالى:
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مّن يَقُولُ أَيّكُمْ زَادَتْهُ هَـَذِهِ إِيمَاناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ( 124) وَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىَ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [سورة: التوبة - الأية:124- 125]
والآيات في ذلك كثيرة قال قتادة في قوله تعالى:
{ وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً} [سورة: الإسراء - الأية: 82]
إذا سمعه المؤمن إنتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) أي لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين وكذلك فى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (فاتحة الكتاب شفاء من كل سقم ..) صحيح مسلم5543 وقوله صلى الله عليه وسلم: ( فاتحة الكتاب شفاء من كل داء ). (ضعيف الجامع الصغير 3951) ذكرتهما قاصدا لنتعلم الفرق بين الصحيح والضعيف ولنتعرف على قدر سادانتا وعلماؤنا ..
ومن هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تدرك أن فيها شفاء للقلوب وشفاء للأبدان .
( أ )- شفاء القلوب :
السبب في اعتلال القلوب وأسقامها يرجع إلى فساد العلم ، وفساد القصد .. ويترتب على ذلك داءان قاتلان هما:
الضلال .. ينتج عن فساد العلم . والغضب .. ينتج عن فساد القصد ..
ولذلك فإن فساد القلب يتعلق بالغايات والوسائل ..
وعندما يطلب العبد من ربه هدايته للصراط المستقيم .. فإنه يطلب الشفاء من مرض الضلال .. .. .. لذلك كان طلب الهداية فى كل ركعة لحاجة الإنسان الشديدة إليها.
.. وإذا ناجـى العبد ربه بقوله : { إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ } فإن ذلك يتضمن الشفاء من أمراض القلب كلها : الضلال والغضب .والرياء والكبر و...
والدواء الذي تقدمه الفاتحة لمرضي القلوب مركب من ستة عناصر :
(1) عبودية لله وحده. (2) والتمسك بأمر الله وشرعه. (3) تجنب الهوى بإتباع الصراط ( المنهج ).
(4) البعد عن آراء وأفكار و أوضاع غير المؤمنين التى تؤثر على العقيدة .
(5) الاستعانة على العبودية لله بالله . (6) وألا يستمد العبد قوته من غير الله .
وهذا الدواء نعمة من اللطيف الخبير الذى يعلم حقيقة الداء وما يشفيه من الدواء، فهو الخالق الذى لا تخفى عليه من أمور خلقه خافية ،قال تعالى:
{ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة: الملك - الأية: 14]
ومن يتخذ من الفاتحه دواء لقلبه ثم لا يشفى فليعلم أنه لم يؤد حق الفاتحة من الخشوع والتدبر ، مما يخل بعناصر تركيـب الدواء . فلا ييأس ولا يقنط .. ولكن بالتكرار سيَزُول الرّان وينوّر قلبه بإذن الله
وقلب الإنسان عرضه للإصابة بمرضـين آخريـن همـا :
3- الرياء . 4- الكبر .
ولم يذكر الكبرياء في الفاتحة لأنه جاء في الجاثية ذكر المستكبرين بغير حق قال تعالى:
{ وَيْلٌ لّكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ[7] يَسْمَعُ آيَاتِ اللّهِ تُتْلَىَ عَلَيْهِ ثُمّ يُصِرّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ[8] وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ} [سورة: الجاثية - الأية:7- 9]
دل على مظهر من مظاهر الاستكبار لذا ناسب أن يرد ذكر الكبرياء في السموات والأرض. فسبحانه تعالى يضع الكلام بميزان دقيق بما يتناسب مع السياق العام للآيات.
يقول صاحب مدارج السالكين : كثيراً ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمة يقول :
إِيَّاكَ نَعْبُدُ.. تدفع الرياء .. وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .. تدفع الكبر. لأن الكبرياء لله وحده ، قال تعالى :
{ وَلَهُ الْكِبْرِيَآءُ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعِزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة: الجاثية - الأية: 37]
فإذا عوفي العبد من مرض الرياء ب " إِيَّاكَ نَعْبُدُ " ومرض الكبر ب"وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ".. ومن مرض الضلالة والجهل بـ "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " فقد عوفي من أمراض قلبه وأسقامه .. وتمت عليه نعمة ربه وكان ممن أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، والمغضوب عليهم هم أهل فساد القصد الذين عرفوا الله وانصرفوا عنه. أما الضالون .. فهم أهل فساد العلم الذين جهلوا فساد الحق ولم يعرفوه .
(ب)- شفاء الأبدان :
ثبت أن سورة الفاتحة تشفى الأبدان التى أصابها مرض إلى جانب شفاؤها للقلوب ، بل إن قراءتها على مريض قد تؤدى الى شفاء لا يبلغه الدواء . وسأذكر مثالين :-
المثال الأول العلاج من اللدغ [قد يكون ثعبان وأنواعه مختلفة أو عقرب..] وهذا يعتبر من الدواء الخاص- و تأمل قول النبى صلى الله عليه وسلم : عن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى رَضِى اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِى صلى الله عليه وسلم أَتَوْا عَلَى حَى مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ فَقَالُوا هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ فَقَالُوا إِنَّكُمْ لـَمْ تَقْـرُونَا وَلا نَفـْعَلُ حَتَّـى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعاً مِنْ الشَّاءِ فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُــــرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ فَقَالُوا لا نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِى صلى اله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَـا رُقْيَـــةٌ خُــــذُوهَا وَاضْرِبُوا لِى بِسَهْمٍ ] فتح البارى لشرح صحيح البخارى
الشرح: حديث أبى سعيد فى قصة الذين أتوا على الحى فلم يقروهم، فلدغ سيد الحى فرقاه أبو سعيد بفاتحة الكتاب . ففى الحديث الصحيح عن أبى سعيد الخدري جاءت هذه الرواية : .. مر جمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحي من العرب فلم يقروهم ولم يضيفوهم .. فلدغ ثعبان سيد هذا الحي فأتوهم يستعينون بهم . فقالوا : نعم .. ولكنكم لم تقرونا .. فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم على ذلك قطيعاً من الغنم. فأخذ رجل من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ فاتحة الكتاب ، فقام سيد الحي معافي وبرىء من لدغ الثعبان بقراءة الفاتحة على مكان اللدغ دون دواء.
المثال الثانى وهو علاج الجنون كما جاء فى الحديث الصحيح التالى :-
عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ثم أقبل راجعا من عنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله: انا حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير ، فهل عندك شىء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ . فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "" هل إلا هذا "" وقال مسدد في موضع آخر: "" هل قلت غير هذا ؟ "" قلت: لا ، قال: "" خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق }. ـ سنن أبي داود كتاب الطب 3896 ( صحيح )
وفى رواية أخرى والحديث صحيح عن خارجة بن الصلت ، عن عمه أنه مر بقوم فأتوه فقالوا: إنك جئت من عند هذا الرجل بخير ، فارق لنا هذا الرجل ، فأتوه برجل معتوه في القيود ، فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية وكلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال ( أي حل من وثاق ) فأعطوه شيئا ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق "" . ـ سنن أبي داود أول كتاب الإِجارة 3420 ( صحيح )
ولتزداد علما ومعرفة من حبيبك وبحبيبك صلى الله عليه وسلم أذكر لك الحديث التالى:- { وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها }. ـ صحيح الترغيب والترهيب المجلد الثالث 3418 ( صحيح ) و رواه البخاري ومسلم
.. وهكذا يا أخي المسلم نجد أن فاتحة الكتاب بها تشفى القلوب والأبدان بإذن الله ..
ولنبدأ الآن في تدبر آياتها السبع .. و نتأملها لنقف على بعض أسرارها .. فكلمات الله لا يعرف أسرارها إلا الله سبحانه وتعالى ..
وسنتناول آياتها آية آية .. وبعد أن نستشعر معانيها نتوب إلى الله توبة نصوحاً ..وندعوه سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر …

وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

Admin
Admin

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

https://elsaidshata.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى